اتهمت القيادية بحزب' نداء تونس' بشري بلحاج حميدة حركة' النهضة' بعرقلة الحوار من خلال خطابها الناري الذي يولد أجواء عدائية, وكان سببا رئيسيا في عدم التفاف الشعب حول الحكومة. علي الرغم من المخاطر التي تواجهها البلاد بعد أحداث جبل الشعانبي نهاية يوليو الماضي والتي راح ضحيتها ثمانية جنود تونسيين. ونفت بلحاج وجود أي اتصالات مباشرة بين حزبها وحركة النهضة التي تحاول عبر' وسطاء' التواصل مع الحزب بهدف ثنيه عن مواقفه. وقالت بلحاج في تصريح لقناة' سكاي نيوز عربية' أمس, إن حزبها رفض الانضمام لحكومة وحدة وطنية موسعة, ويصر علي تشكيل حكومة كفاءات مصغرة تضم شخصيات غير حزبية قادرة علي إدارة البلاد في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة. وأضافت أن' نداء تونس' يشترط عدم التنازل عن مطلب تشكيل' حكومة كفاءات مصغرة' مقابل الانخراط في حوار يرمي إلي حل الأزمة المتفاقمة منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي. ومن جانبه, أكد رياض الشعيبي, عضو المكتب السياسي لحركة النهضة, أن الأزمة السياسية التي تمر بها تونس تحتم الوصول إلي حكومة وحدة وطنية تجمع كافة الأحزاب والتيارات السياسية الفاعلة في البلاد, وهو أمر تواجهه المعارضة بمطلب' تشكيل حكومة إنقاذ'. وقال الشعيبي في تصريح صحفية أمس' أن الحركة لا تجري في الوقت الراهن اتصالات مع حزب نداء تونس بزعامة رئيس الوزراء السابق, الباجي قائد السبسي, الذي يعد أحد أبرز مكونات المعارضة, للانضمام إلي هذه الحكومة, وذلك بسبب معوقات' سياسية ونفسية'. وأضاف أن' الوقت لايزال مبكرا للاتصال مع حزب نداء تونس الذي يضم قيادات من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الحاكم في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي, بالإضافة إلي قيادات من اليسار الشيوعي الراديكالي'. واوضح عضو حركة النهضة انه بالرغم من هذه العوائق التي تحول دون التواصل مع' نداء تونس' للانضمام إلي حكومة وحدة وطنية, الا أن تفاقم الأزمة السياسية في المستقبل ربما يحفز كافة لقوي السياسية للجلوس إلي طاولة الحوار الوطني للوصول إلي حكومة وحدة. واشار الي أن التطورات التي تشهدها الساحة السياسية قد تدفع القوي إلي تجاوز انقساماتها و'الاقتراب من بعضها البعض'.