أثار رفض جماعة الإخوان المسلمين عدم الانخراط في الجهود التي يقوم بها الأزهر من أجل تحقيق المصالحة الوطنية, والربط بين تلك المشاركة وتخلي شيخ الأزهر الإمام االأكبر الدكتور أحمد الطيب من مواقفه المؤيدة للشرعية الجديدة انتقادا واسعا من جانب القوي السياسية, ووصفه إهدارا لتلك الفرصة التي ينظر إليه الكثيرون بوصفها الفرصة الأخيرة. فمن جانبه, أكد مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمد مهنا, أن رفض جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في تلبية هذه الدعوة يحملها المسئولية أمام الله والشعب والتاريخ, موضحا ان روح الإسلام تقول أن الدعوة للصلح هي شعار الإسلام والمسلمين. فيما اعتبر الدكتور أحمد دراج القيادي بحزب الدستور, أن رد الجماعة علي تلك الدعوة بالخروج في28 مسيرة يعد تحديا واضحا للدولة المصرية وإراادة الشعب المصري, وأنهم متجاوبون مع دعوة عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وجراهام ليندسي بأن مصر مقبلة علي حرب أهلية وأن هذا الرفض يحمل مؤشرات أن الجماعة مستمرة في التحدي والتصعيد معتمدة في ذلك علي دعم الإدارة الأمريكية التي تسعي بكل طاقتها لإعادة مصر لعقود الإرهاب الأسود, مؤكدا أن الجماعة بعد عزل محمد مرسي من الحكم أصيبت بسعار عنيف قد يدفعهما لفعل أي شيء والتحالف مع أي عدو من أجل استرجاع السلطة. وأكد حسام الخولي السكرتير العام المساعد لحزب الوفد, أن الإخوان لديهم إصرار كبير علي إضاعة الفرص والوقت, مشيرا إلي أن الزمن لن يعود للوراء. وقال الخولي إن قيادات جماعة الإخوان تعلم جيدا استحالة عودة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم, ولكنهما تريد تقديم شباب الجماعة كضحايا لتتاجر بدمائهم أمام العالم, وأن تلك القيادات سيكونون أول الهاربين عند الشعور بالخطر ليتركوا الشباب والبسطاء المغرر بهم في المواجهة. وأوضح الخولي أن الإخوان يريدون عدم الاعتراف بالواقع الذي تم بعد30 يونيو. ومن جهته, أكد محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر, أن رفض جماعة الإخوان لفكرة الحوار كأساس للمصالحة الوطنية, سيؤثر بالتأكيد علي اندماجهما في الحياة السياسية مرة أخري وسيلفظهم المصريون الرافضون لعنفهما وإرهابهما الذي يروع المواطنين بصورة أكبر سواء في سيناء أو بقية المحافظات. وأضاف العرابي أنه مهما طالت مدة الاعتصام في ميداني رابعة والنهضة, فالأمر لن يغير من خريطة الطريق شيئا مشيرا إلي أن رفض الإخوان لمبادرة الأزهر وجميع المبادرات خلال الفترة الماضية يؤكد فشل قيادات الجماعة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. في الوقت نفسه, وصف سامح عاشور رئيس حزب التيار الناصري رفض المشاركة بالدعوة للتخريب, وأنه توقع رفضهم المشاركة في جهود المصالحة الوطنية, مثلما كانوا رافضين لمبدأ المصالحة ولم الشمل الوطني عندما كانوا بالحكم وخاصموا كل الوطن, من ثم من الصعب عليهم أن يقبلوا مبادرة المصالحة بعد خروجهم من السلطة, لكون رفض الآخر أحد سمات الجماعة. من ناحية أخري انتقد حزب الجبهة الديمقراطية موقف الاخوان, وقال عمرو علي أمين الإعلام بالحزب إن رفض الجماعة المشاركة في مبادرة الأزهر يرجع لكونهم يستمعون فقط لأصواتهما وتعمل علي إضاعة كل الفرص لفض اعتصامي رابعة والنهضة دون إراقة الدماء. وحمل أمين الإعلام بحزب الجبهة جماعة الإخوان مسئولية دماء الأبرياء الذين سيسقطون ضحايا في محاولة منهما للمتاجرة بهم دوليا والضغط علي الدولة المصرية. وحذر من خطورة الإساءة للأزهر الشريف لان ذلك سيفقدهم المزيد من أنصارهما ويزيد من كره المصريين لهما. فيما ثمن حزب النور التحرك الذي يقوم به الأزهر من أجل المصالحة الوطنية, ودعا جميع القوي السياسية المشاركة دعم تلك الجهود من أجلل إزالة حالة الاحتقان السياسي بالشارع. وقال المهندس جلال مرة أمين الحزب ان الحزب يثمن تحرك الأزهر الشريف في اتجاه محاولة المصالحة الوطنية ولم الشمل من خلال التواصل مع جميع القوي السياسية للتوافق علي مبادرة وطنية صادقة تهدف إلي تقوية اللحمة الوطنية وحل الأزمة السياسية القائمة وتقليل حدة الاستقطاب والاحتقان القائمين بين أبناء الوطن الواحد. وطالب جلال مرة جميع القوي السياسية بالاستجابة لتلك الدعوة حتي نتمكن من الخروج بسفينة الوطن إلي بر الأمان من كل مايحاك لها. ومن جانبه طالب شريف طه المتحدث الرسمي باسم حزب النور بتهيئة الأجواء لإجراء مصالحة وطنية شاملة علي أساس عادل للخروج من الأزمة حتي يتفرغ الجيش لمهمته الاساسية وهي حراسة الحدود والأمن القومي لمصر خاصة أن حالة الشقاق والصراعات تطمع الأعداء في الاعتداء علي مصر.