إذا اردت ان تعرف اخبار مصر الحقيقية عليك بالصحف الأجنبية وإذا اردت ان تشاهد ما يجري في الشوارع بالصوت والصورة عليك بالشاشات الأجنبية وإذا حاولت ان تتأكد من خبر او قضية حاول ان تصل الي احد زوار القاهرة هذه الأيام من الوفود الأمريكية او الإتحاد الأوروبي والدول العربية الأفريقية.. ان ما يجري في الكواليس المصرية الأن يجد طريقه بسرعة البرق في وسائل الإعلام الخارجية اما الإعلام المصري فقد اكتفي طوال شهر رمضان المبارك بالمسلسلات والبرامج الخفيفة.. لقد زارت السيدة اشتون القاهرة اكثر من مرة والتقت بالدكتور محمد مرسي ولم يعرف الإعلام المصري ما جري بينهما ولكن الصحافة العالمية نشرت كل شئ إبتداء بطعام الدكتور مرسي وانتهاء بالمكان الذي يعيش فيه بل ان الإعلام الغربي تحدث عن رحلة السيدة اشتون في الطائرة وهل كانت معصوبة العينين ام حرة طليقة..وما حدث مع السيدة اشتون حدث مع وكيل الخارجية الأمريكية السيد بيرنز ولقاءاته في القاهرة..ثم كانت زيارات وزير خارجية الإمارات العربية ووزير خارجية قطر واللقاءات مع المسئولين في الحكومة وجماعة الإخوان المسلمون.. الشئ الغريب ان الإعلام المصري كان غائبا في كل هذه الأحداث واصبح المصدر الوحيد هو الإعلام الخارجي..فهل السبب في ذلك انخفاض مستوي المهنية في الآداء الصحفي والإعلامي ام هو قصور الأجهزة المصرية في التواصل مع الإعلام ام ان المصريين انشغلوا بالمسلسلات عن اشياء كثيرة تحدث في بلادهم وهم غافلون..في احيان كثيرة يشعر الإنسان ان العالم الخارجي يري فينا من الأهمية والخطورة ما لا نراه نحن في انفسنا..ان اهمية مصر في العالم شئ كبير وعظيم جدا منذ زمان بعيد ولكن للأسف الشديد ان المصريين لا يشعرون بذلك انهم يشبهون الوارث الذي ترك له والده ثروة ضخمة لم يعرف قيمتها وتركها للعابثين..لا توجد ازمة في العالم جمعت كل هذه الحشود الديبلوماسية في وقت واحد كما حدث في مصر ابتداء بدول افريقيا والدول العربية وانتهاء بأمريكا والإتحاد الأوروبي..انها ام الدنيا التي لم نعرف قدرها حتي الأن رغم اننا عشنا فيها آلاف السنين [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة