لاشك أن الناس بعد رمضان يفترون عن العبادة ويكسلون عن الفضائل ومن الشباب من لا يصلي إلا في رمضان فإذا مضي رمضان ترك الصلاة, وكثير من موائد الكرم والإطعام ترفع بعد رمضان, فماذا علي المسلم بعد رمضان وهل عالج القران هذه القضية؟ يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر: القرآن الكريم يدعو إلي الدوام والاستمرار علي الفضائل لا أن ينغمس فيها المسلم في مناسبة من المناسبات كرمضان وغيره والدليل علي ذلك قول الله تعالي: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. وقد ورد في السنة المطهرة أن رسول الله, صلي الله عليه وسلم, سئل أي العمل أحب إلي الله تعالي؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أحب العمل الي الله أدومه وإن قل ولذلك قال العلماء فيما صاغوه علي صورة الحكمة قليل دائم خير من كثير منقطع, والدليل علي الدوام قول الله تعالي: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون, وقوله تعالي: الذين ينفقون في السراء والضراء وشيوع ذلك في الكتاب العزيز ليس في حاجة إلي بيان وإنما في حاجة إلي تذكير, وقد قال الله عز وجل: وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين, ومن باب الذكري والتذكر ان الله لم يأمرنا بالصلاة في رمضان فحسب, وإنما أمرنا بها ما دمنا أحياء وما دامت عقولنا في رءوسنا, اي ما دمنا مكلفين يصلي الصحيح والمريض والمقيم والمسافر بل والمقاتل في صفوف الجهاد, وهي الصلاة المعروفة بصلاة الخوف وهي بحسب الحالة التي يكون عليها المقاتلون, وكذلك تلاوة الذكر الحكيم, وعلي المسلم أن يخصه بوقت دائم, يمكن أن يزيد في رمضان لكنه لا ينقطع بمضي رمضان. ومن ذلك الكرم والجود وإطعام الطعام, فان المساكين لم يرحلوا برحيل رمضان وكذلك بعض المظاهر الطيبة التي نراها عند بعض الفتيات اللاتي يعرفن قدر الشهر الكريم, ألا يحسن ان يقال لهن أنكن لا تعبدن رمضان وإنما تعبدن رب رمضان الذي أمركن بالعفة وستر العورة وعدم التبرج فاستجبن لله ولرسوله, صلي الله عليه وسلم, فهذا هو الدين والدين حياة لا حالة واستمرار علي الفضائل وليس ممارسة أيام, ثم يكون من بعد ذلك التخلي. ومن مكارم رمضان انه يجمع بين الأرحام فكان فيه شيء من التواصل وساق علي السنة كثير من الناس العبارة الطيبة وحب بالخير للناس وان يتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وعلي المسلمين بعد رمضان أن يتواصلوا بلا قطيعة فالله تعالي يأمر بصلة الرحم التي تكون سببا في بركة العمر والرزق وقد نعت القاطعين لها بقوله تعالي: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم.أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم ومن ذا الذي يطيق أن يكون ممن لعنه الله وأعماه, أن رمضان فرصة للاستمرار علي الخير وليس نهاية الخير.