أوقف مسلحون مجهولون صباح أمس حافلة تابعة للخطوط الجوية التركية قرب مطار بيروت الواقع جنوب العاصمة اللبنانية واختطفوا إثنين من ركابها. وأفادت المعلومات بأنه تم اختطاف قائد طائرة ومساعده من داخل الحافلة التي كانت تقل طاقم طائرة تركية من المطار باتجاه أحد فنادق بيروت, وأن عملية الاختطاف تمت عند منطقة جسر' الكوكودي' قرب مطار رفيق الحريري' مطار بيروت' الواقع قرب الضاحية الجنوبيةلبيروت. وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل في تصريحات صحفية أمس إن الأتراك يقومون بجهد كبير في التفاوض لإطلاق المختطفين اللبنانيين التسعة في منطقة أعزاز السورية من قبل مجموعة سورية معارضة مسلحة وهم ليسوا وحدهم في الوساطة بل هناك القطريون أيضا, ولان توقع أن يوقفوا جهودهم بسبب هذا الحادث. وأضاف أنه يجري حاليا البحث عمن له مصلحة في مثل هذه العملية, مشيرا إلي أن السفير التركي في لبنان علي اتصال معه وشكره علي جهود الأمن اللبناني لمعرفة تفاصيل الحادث, موضحا أن ظروف الحادث لاتتحمل أي تكهنات, رافضا الإدلاء بأي تفاصيل. وقال:' الاجهزة الامنية تجري التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادثة وملاحقة الخاطفين, موضحا أنه تم توقيف سائق الحافلة علي ذمة التحقيق', وتم إطلاع الرئيس اللبناني ميشال سليمان علي المعلومات الأمنية المتوافرة. وفيما يتعلق بتفاصيل الحادث, أفادت المعلومات بأن ثمانية مسلحين كانوا يستقلون سيارتين اعترضوا الحافلة التابعة لأحد الفنادق في بيروت الساعة الثالثة فجرا وكانت في طريقها من مطار رفيق الحريري الدولي إلي الفندق, فأوقفوها وصعدوا الي داخلها واختطفوا قائد الطائرة ومساعده, وأبقوا المضيفات. يذكر أنه تم اختطاف تسعة لبنانيين شيعة في منطقة' أعزاز السورية' منذ نحو عام من قبل مجموعة سورية معارضة مسلحة, وتساهم أنقره في الوساطة لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن معتقلات سوريات, إلا أن هناك اتهامات توجه لأنقره من قبل بعض أهالي المختطفين بأن لها دورا في عدم إتمام الصفقة بينما يتهم الخاطفون النظام السوري وحزب الله بالتلكؤ في إبرام الصفقة. ووصف وزير السياحة اللبناني فادي عبود عملية خطف قائد الطائرة التركية ومساعده ب'الكارثة السياحية' وأشار إلي وجود مئات السياح الأتراك في البلاد, وقال:' إننا نؤمن لهم التأمين اللازم, ووضعنا شرطة في الفنادق كي يشعروا ببعض الأمان, معربا عن أمله بأن يمر الحادث بسلام, إذ أن لبنان لم يعد تتحمل الضغط السياحي, وإننا بذلك نهدم البلاد بطريقة ممنهجة ستعرض لبنان إلي مشكلات إقتصادية أكثر'. وقال عبود في تصريحات صحفية إن' الدولة مسئولة ولا أحد غيرها, إنما نري ما يحدث في البلد المبني نظامه علي أساس طائفي, بالإضافة إلي عوائق أخري'. بينما أعلن الشيخ عباس زغيب المكلف من قبل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلي في لبنان بمتابعة قضية مختطفي اعزاز عن تأييده لخطف قائد الطائرة التركية ومساعده قرب مطار بيروت إذا كان الهدف هو إنهاء ملف المختطفين اللبنانيين التسعة في منطقة أعزاز السورية. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه عدد من العلماء والمراجع الشيعية بلبنان في خطبة صلاة عيد الفطر أمس- حيث احتفل الشيعة بالعيد أمس- بضرورة الوحدة سواء في لبنان أو العالمين العربي أو الإسلامي.