نصف المعتصمين في رابعة العدوية لا يعرفون لماذا جاءوا والنصف الآخر لا يعرف كيف يعود من حيث اتي.. واغلبهم من فقراء مصر الذين وجدوا موائد الرحمن في شهر رمضان.. اتصل بي احد القراء وقال ذهبت الي اعتصام رابعة قبل الإفطار بساعتين وجلست وسط عائلات جاءت بالكامل الزوج والزوجة والأبناء ومعظمهم من ابناء الريف في الأقاليم وحين سألتهم لماذا جاءوا قال احد اقاربي جاء مع اسرته وقضي اياما وعاد الينا في القرية واقتنعنا بالفكرة وجئنا معه.. الطعام في رابعة العدوية وجبات كاملة ساخنة فيها اللحوم والدواجن والمشروبات وفي الخيام مراوح وثلاجات من احجام مختلفة وبعضها مفروش بالسجاد وهناك خيام مميزة واخري عادية.. اما لماذا جئنا فالبعض اعتبرها نزهة في الشهر المبارك خاصة ان هناك مبالغ مالية تدفع للمعتصمين بجانب الوجبات الغذائية.. علي ابواب المنتجع توجد جماعات تفتيش للرجال والنساء ولا يستطيع احد ان يدخل دون التأكد من شخصيته وهناك جماعات حراسة حول المنطقة وهناك ايضا كميات ضخمة من الأحجار والرمل والأسمنت ولا احد يعلم كيف دخلت كل هذه الأشياء وسط الاعتصام.. حول المنتجع تم بناء سواتر حجرية تقف خلفها اعداد من الحراس يبدو انهم مدربون علي اشياء كثيرة..الناس في رابعة لا يعرفون شيئا مما يجري في مصر غير ما يقوله اصحاب المنتجع علي المسرح كل ليلة..هناك اخبار كثيرة تتسرب اليهم إلا ان قناة الجزيرة هي المصدر الوحيد للأخبار..انقطاع الاتصال بين سكان رابعة والعالم الخارجي يهدف الي حصارهم بالكامل وإبعادهم عن كل الأحداث..إذا كان هذا الاعتصام جريمة امنية لأنه يقطع الطرق ويمنع التواصل بين الناس ويحاصر سكان المنطقة كلها إلا ان اخطر ما في هذا الاعتصام الإصرار علي إبعاد هذا العدد من الناس وإجراء عملية غسيل مخ وحجب كل الحقائق عنهم بحيث تحولوا الي كائنات آدمية لا تدرك ما حولها..هذه جريمة إنسانية بكل المقاييس خاصة ان بينهم اطفالا صغارا يحملون اكفانهم ويتغنون بالموت ولا يعرفون لماذا جاءوا وما هو الهدف من الإقامة في هذا المكان خاصة ان الحراسات تمنعهم من العودة الي بيوتهم [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة