إمارة رابعة تحولت لأزمة إنسانية لتدخل عاجل جدا، والخوف كل الخوف من الوصول لحالة انفجار غير محسوبة العواقب خاصة أن سكان المنطقة بدأوا التحرك ضد المعتصمين المستعدين بالأسلحة والتدريبات. «روزاليوسف» من جانبها حصلت على معلومات خاصة جدا حول متعهدى توريد عناصر للاعتصام مقابل 200جنيه فى اليوم، وكشفنا أيضا بالتفاصيل سجن ميليشيات الاعتصام لكل من يحاول الهروب منه حتى المرضى منهم، وحكت لنا ساكنة بالمنطقة أن المنصة عرضت عليها ألف جنيه مقابل الصعود عليها على أنها مسيحية تؤيد مرسى لكنها رفضت فهددوها فاضطرت للهرب من منزلها! البداية كانت من خلال جار لى فوجئت به يضع شارة فلسطين على رأسه ومرسوم عليه شعار الإخوان.. واتضح أنه كان فى اعتصام رابعة العدوية فرد جالس على المقهى إزاى بتدخل وتخرج واحنا سامعين إن مفيش حد بيعرف يخرج فرد: أنا عارفلأنى أنا بدخل الناس اللى مش بتعرف تخرج إزاى قال: أولا لو عاوز تدخل التجمع عند الكيلو (5,4 ) وتسلم بطاقة الرقم القومى وتاخد 500 جنيه، وتركب أتوبيسات ويتم تسليم الناس إلى اعتصام فى رابعة واليوم ب 200 جنيه لو حد عاوز أنا مستعد بالثلاث وجبات!
واعترف بأن فيه غلابة مش فاهمين دول جايين مضحوك عليهم باسم الدفاع عن الإسلام والدين عشان لو مرجعش مرسى مش هيكون فيه إسلام ودول كتير جدا ودول بياخدوا أكل وشرب بس ودول بيكونوا وقود الحرب على رأى الإخوان هناك بمعنى عند الشحن يتم شحن هؤلاء حتى يثوروا وبعدين يتراجع الإخوان شوية شوية وتتم التضحية بهؤلاء الشباب والرجال، ولكن بعد مضى الوقت البعض منهم فطن ويحاول الهروب من جوانتانامو رابعة العدوية!
هذه ليست الطريقة الوحيدة لجلب المعتصمين لرابعة، فهناك حزب الراية التابع لأبوإسماعيل، حيث قام شخصان مقيمان بمدينة شبين الكوم محمد عبدالفتاحوحسن محمد حسن يتهمان فيه قياديا بدعوتهما للانضمام إلى صفوف المعتصمين بميدان رابعة العدوية مقابل 500 جنيه و تم تحرير محضر بالواقعة برقم 3876 قسم شبين الكوم.
وقام محمد أحمد الديب المنتمى لحزب الراية بدعوتهما للانضمام إلى صفوف المعتصمين بميدان رابعة العدوية وتحريض واستقطاب شباب آخرين مقابل مبلغ مالى500 جنيه للفرد فى اليوم الواحد لمواجهة القوات المسلحة وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسى، وأضاف محررا البلاغ أن المشكو فى حقه كان من ضمن المحرضين على واقعة مهاجمة دار الحرس الجمهورى.
غالبية المتواجدين بميدان رابعة من القرى، وهم لا يملكون المال للعودة إلى منازلهم، والجزء الآخر من المعتصمين لا يعلم كيف يعود أصلا لمنزله نظراً لتواجده بالقاهرة لأول مرة، فهو جاء بواسطة أتوبيسات الإخوان وينتظر أن يعود فيها.
وتم رصد أن هناك الكثير من المعتصمين يرغبون فى العودة إلى بيوتهم وقراهم، وهى رغبة الأغلبية من المعتصمين إلا أنهم ممنوعون من الخروج من محيط ميدان رابعة العدوية نظراً لتهديد ميليشيات الإخوان لهم، حيث تغلق الميليشيات كل المنافذ وتمنعهم من الخروج،
بل تبث بنفوسهم الخوف، حيث يقال لهم إن من سوف يخرج من الاعتصام سوف يتم القبض عليه! وهذا شىء مغاير للحقيقة التى أكدت عليها وزارة الداخلية والجيش أكثر من مرة فيما أعلنته من رسائل طمأنة إلى المعتصمين برابعة من عدم النية فى الملاحقة الأمنية لهم.. وبالنسبة للحالات المصابة والتى تحتاج إلى علاج، أيضاً لا يتم إخراجهم خوفا من هروبهم وعدم عودتهم مرة أخرى، وبالنسبة لقضاء الحاجة الشخصية للمعتصمين تجد أن محيط ميدان رابعة بما حوله من شوارع جانبية تحولت إلى حمامات مفتوحة للمعتصمين، يؤدون فيها حاجاتهم نظرا لعدم وجود ما يكفى من الحمامات لتلبية احتياجات كل هذه الجموع من المعتصمين.
وتجد أيضاً فى محيط ميدان رابعة، أن غالبية المنازل المحيطة بالمكان تغلق أبوابها الرئيسية بعدة جنازير وتمنع أى شخص من الدخول إليها، وكأنهم مسجونون داخل منازلهم! فهم لا يذهبون إلى أعمالهم أو قضاء مصالحهم إلا فى أضيق نطاق ممكن، وتزداد شكوى أهل المنطقة من كل ما يحدث حولهم، من خوف وعدم الشعور بالحرية والقيود التى تفرض عليهم، وأيضاً من الروائح الكريهة التى تملأ الجو والتى تصل إلى منازلهم نتيجة تحويل المنطقة إلى مراحيض عامة! وزادت شكوى أهل المنطقة من انتشار الناموس والذباب والحشرات، نتيجة لكثرة الفضلات وأكوام القمامة التى تملأ كل الشوارع، ومما يزيد من قلق أهل المنطقة حديثهم عن شهر رمضان وماذا سوف يفعلون فى ظل وجود هؤلاء؟!
وهناك تهامس كبير بين المعتصمين حول شهر رمضان، وخوفهم من الإصرار على حبسهم بالميدان، حيث إنهم يفتقدون أطفالهم وذويهم، كما أن هناك الكثير من النساء يبكين ندماً على حضورهن، وهذا يرجح أن تكون هناك الكثير من محاولات الهروب الجماعى من قبل المحتجزين بميدان رابعة، فى الأيام القادمة، وبخاصة بعد هروب غالبية قادة الإخوان من الميدان باستثناء البلتاجى وحجازى خوفا من القبض عليهما تنفيذا لأوامر الضبط والإحضار التى صدرت ضدهما، ولذلك فهم يحتمون بالمتظاهرين والمعتصمين، وأيضاً مما تم رصده هو التشابه الكبير بين حال سكان المنطقة والمعتصمين، فكلاهما يشعر بالخوف والقلق لوجود تهديد على حياته! وأيضاً كلاهما مسجون! وكلاهما يتم تفتيشه سواء للدخول أو الخروج.
وعلق المهندس أحمد ياقوت: أى واحد من الناس دى الغلابة لو توفر لهم وظيفة 8 ساعات فى اليوم بمرتب 1500 فى الشهر هنا تتغير الأمور ويبدأ كل واحد فيهم فى رسم مستقبل له وهو يعتقد أنه قادر على تحقيقه، فى ناس كتير منهم موجودين من أجل لقمة عيش وبقول كتير منهم والبعض التانى ده خلاص عليه العوض لا يمكن تغييره.
وعندما تحدث عم عثمان سائق تاكسى فقال: بجد مش عارف الناس دى بتفكر إزاى هما مش كانوا عايشين معانا الأزمات اللى عصفت بالبلد فى عهد مرسى الخاين لمصر بجد غريبة مشكلتنا بجد هو الجهل وعدم التفكير يا جماعة الإخوان خونة بجد دى حقيقة لازم الكل يتأكد منها كفاية بس إنهم بينادوا أمريكا والغرب عشان يتدخلوا فى شئون مصر ولا دى مش خيانة يارب انصر جيشنا العظيم على الخونة والمأجورين وانصرنا يا رب على كل كل خاين لأرضنا الحبيبة مصر.
عمر صالح ذهب إلى اعتصام رابعة ويقول: أنا شاب عادى جدا، ولا أنتمى للإخوان أو أى حزب إسلامى، فقط متدين أؤدى الفروض وأطلق لحيتى، ومثل أى مواطن فى البلد كنت أعانى من سوء المعيشة، وارتفاع الأسعار، وانقطاع الكهرباء، ولم أشعر أبدا أن ما يحدث من خلافات سياسية يخصنى إلا الآن، لذلك هذه هى أول مظاهرة أشارك فيها، يشير عمر إلى خوفه من الاضطهاد الأمنى أو الشعبىله لمجرد لحيته، كما كان يحدث فى التسعينيات، ويؤكد الإخوان أنه سوف يحدث لنا بعد ظهور العسكر فى المشهد تكرار لمشهد عداء عبدالناصر للإخوان، واعتقال 10 آلاف منهم فى ليلة واحدة.
ويضيف: الإخوة هنا يقولون إن ضباط أمن الدولة عادوا إلى نفسِ مكاتبهم القديمة، وتسلموا نفس ملفاتهم القديمة للإسلاميين الذين كانوا يتابعونهم، وقاموا باستدعاء المخبرين القدامى والتنسيق معهم، وهذا هو فعلا الذى أفكر فيه حين نقول «دونها الرقاب» وليس عودة مرسى.
لا توجد ضمانات يمكن أن نصدقها، وما سيمنحونه لنا باليمين سيأخذونه بالشمال بحجة الإرهاب، ويمكنهم إصدار قوانين جديدة ضدنا، والشعب الذى سكت على اضطهادنا قديما، مستعد الآن بسبب كرهه للإخوان أن يسكت أكثر على كل الانتهاكات التى ستحدث،
والإعلام الموجه سيهاجمنا ويمارس تعميم الأخطاء علينا كلنا بدون تفرقة.
وعند سؤال شاب بعد صلاة التراويح فى مسجد الجمعية الشرعية قال: رغم انتمائى للتيار الدينى ولكنى قرفان من الجميع وأكثر ما يحبطنى هو أننا ظللنا نحلم ببلد ديمقراطى وقمنا بثورة وعندما حقق الله لنا ما أردنا تركناه وقبلنا أن نسلم عقولنا لحثالة من القوم يضللونا ويهللون لعودة النظام القديم.
ومكسب الديمقراطية كان أكبر من أخطاء مرسى ومع ذلك لم أر أحدا ينظر للموضوع بهذه الطريقة من الثوريين الذين انقلبوا على مرسى، كيف لم يروا المشهد الحالى وغير قادرين على التنبؤ بالمشهد الأسوأ القادم؟!
بينما أكد فؤاد مرجان «سائق تاكسى» قيام بعض الأشخاص من مسجد الرحمة بعرض شنط من السكر والزيت عليه واضطر لأخذ هذه الشنط، واصفًا ذلك بسبب حالته الاقتصادية السيئة، وأكد فؤاد أن هذا العرض كان مقابل عدم نزولهم يوم 30 يونيو وعندما سُئل هؤلاء الأشخاص عن سبب عدم النزول كان الرد منهم «أن من ينزل يوم 30 يونيو كافر» وهذا على حد قوله.
وأشار فؤادإلى أن أحد المشايخ فى المسجد الذى يسكن بجواره، زاره وطلب منه إحضار مواطنين «غلابة» للنزول إلى رابعة العدوية مقابل 400 جنيه لكل فرد، واتجه نبيل هو وأسرته إلى رابعة ولكنه شعر بالخوف، لافتًا إلى أنه رأى أفرادا سوريين برابعة، بالإضافة إلى أشخاص وصفهم بأنهم «ملقنون» قائلا: «ناس لعبوا فى عقولهم». أما عن الإفطار فيقول (أحمد عبدالعزيز) أحد المعتصمين فى رابعة: تواجدت فى الاعتصام يومين فقط ولكن ظروف خارجة عن إرادتى جعلتنى أخرج بمعرفة أحد أصدقائى المعروفين لدى قادة الاعتصام، ولولا ذلك الشخص لا أعرف كيف كنت خرجت فنحن كنا نعد الوجبات للجميع وليس لأفراد أو جهات بعينها، حيث نقسم الميدان إلى عدة مربعات ونخصص لكل مربع عددا من الوجبات، يبدأ توزيعها من خلال فريق التوزيع فى الخامسة عصرا (15.000رغيف) يوميا.
ويصف رحلة إعداد الوجبات بقوله: غالبا يكون طعام الإفطار لحوما أو دجاجا، بالإضافة إلى أرز وخبز وعصير، ونبدأ إعداد الطعام من بعد صلاة الفجر، حيث شراء مكوناته والبدء فى تنظيفها وتقطيعها قبيل طبخها من خلال مئات المتطوعين من المعتصمين، تحت إشراف متخصصين متطوعين كذلك من بين المعتصمين.
تؤكد مروة خالد - مدرسة - أن الاعتصام يسبب لنا إزعاجا وتلوثا بشكل غير معقول، مضيفة أن التفتيش للداخل والخارج حتى من سكان الميدان أصبح أمرا اعتياديا،
وأضافت: أن أنصار مرسى قاموا بعمل صنابير للمياه بقوة من خطوط المياه للعمارات أو اقتحام المدارس وأخذ كل محتوياتها والنوم داخل الفصول، الحياة أصبحت لا تحتمل ونحن نطلب من المسئولين إنهاء ذالك الاعتصام الذى أصبح ينقل الأمراض بعد أن تحول الميدان إلى كتل من القمامة بسبب تناول المأكولات والمشروبات وتركها فى نفس المكان، لافتة إلى أنهم لا ينامون طوال اليوم ويتناوبون الحراسات فيما بينهم،
وكأنهم فى معسكر.
أما ممدوح محمد -سايس جراج- فى أحد الشوارع المطلة على رابعة فيصرخ: «حالى وقف فى رمضان، باعتباره الشهر الأكثر كرمًا، حيث يقوم فيه سكان المنطقة بالخروج كثيرا، وهو ما يعود على بالنفع، مشيرا إلى أن الاعتصام تسبب للسكان فى رعب شديد وخوف من ترك منازلهم.
وأكد: غالبية السكان لم يذهبوا إلى أعمالهم من أكثر من 15 يوما متواصلة، نتيجة للشلل المرورى فى المنطقة وإغلاق الشوارع أو لتخوفات من الاعتداء على مسكنه أو اقتحامه فى توقيت عمله!