جمال رب أسرة كفيف تجاوز سن الستين وابتلاه الله بمرض الفشل الكلوي, ويتناول أدوية باهظة الثمن وليس في مقدوره شراؤها وتجري له جلسات الغسيل الدموي ثلاث مرات أسبوعيا.. وذات يوم بعد انتهاء إحدي جلسات العلاج وفي أثناء عودته الي منزله شعر بعدم اتزان وهبوط في الدورة الدموية وسقط علي الأرض مغشيا عليه فأصيب, بكدمات عديدة وكسور في منطقة الحوض وآلام شديدة يصعب تحملها في مثل هذه السن, وعلي الفور اجتهد بعض المارة لإنقاذه ونقلوه الي أقرب مستشفي وفحصه الأطباء وأفادوا بأنه يحتاج الي عدة عمليات جراحية وتركيب شرائح ومسامير بتكلفة عالية جدا, ليس باستطاعته توفيرها, ومازال طريح الفراش ولا يستطيع الحركة الي جانب المشقة البالغة التي يعانيها عند الانتقال الي مركز غسيل الكلي الذي يتردد عليه يوما بعد يوم, كما أنه كفيف مما يزيد من آلامه وأحزانه. وهكذا أصبحت حياة جمال ظلاما في ظلام.. وهو العائل الوحيد لأسرته وزوجته مريضة بالقلب ومصابة بهشاشة في العظام وتحتاج هي الأخري الي أدوية بصفة مستمرة, كما أن لديهما ابنتين الكبري مطلقة وعندها طفلان أحدهما عمره أحد عشر عاما والثاني تسع سنوات ويقيمان معها في بيت أبيها ولايسأل والدهما عليهما وليس لها أي مورد للدخل, والابنة الصغري في التعليم وتحتاج الي نفقات دراسية. فكيف لهذا الرجل الذي يصارع المرض والآلام القاسية في ظل الظلام الدامس الذي يعيش فيه ليلا ونهارا أن يتحمل كل هذه المسئوليات الجسيمة والمشكلات والمآسي؟. إيناس الجندي