أحد رموز هذا القرن ومفكريه, وصاحب مدرسة عصرية نتماشي مع حركة التنوير الحديثة, حمل عبء النهوض بالفكر الإسلامي. سبعة وسبعون عاما أنجز خلالها الباقوري واحدا وعشرين كتابا.. واثنين وعشرين رسالة علمية, أثري المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات الهامة التي أضافت الكثير إلي مسيرة الفكر الإسلامي.. وقام بتفسير اثنين وعشرين سورة من القران الكريم. وكانت تلك الفترة في مجملها فترة ازدهار للشيخ الباقوري حيث إنه مثل مصر لزيارة المناطق الشمالية والجنوبية بالسودان عام1952, ومثل حكومة مصر عام1953 م في الاحتفال بتتويج الملك حسين ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية وحصل علي كسوة التشريف من الملك عبد العزيز آل سعود في نفس العام كما حصل علي وسام النهضة من الدرجة الأولي من الملك حسين وفي عام1954 م حضر الاحتفال بافتتاح برلمان السودان نائبا عن الحكومة المصرية. والشيخ أحمد حسن الباقوري(13 ربيع الثاني1325 ه/26 مايو1907-27 أغسطس1985) من مواليد قرية باقور التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط في مصر. تخرج في الأزهر الشريف, وأصبح من علمائه وقاد الأزهر في ثورة1919 وخطب علي منبري الأزهر والكنيسة القبطية..واصبح وزيرا للاوقاف وتوفي أثناء علاجه في لندن في27 أغسطس.1985 وللشيخ الباقوري تاريخ حافل في العلم والسياسة; فقد انضم إلي حركة الإخوان المسلمين وهو طالب في الأزهر وكان أحد قيادات الإخوان وكان عضو مكتب الإرشاد وكان أحد المرشحين بقوة لخلافة الإمام حسن البنا وهو الذي وضع نشيد الإخوان الرئيسي الذي كان الإخوان يرددونه, يا رسول الله هل يرضيك أن بعد أن كلفه الإمام البنا بوضعه. و بعد ثورة23 يوليو1952, طلب رجال الثورة أن يرشحوا لهم أسماء للاشتراك في الوزارة, فرشح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة, ولكن جمال عبد الناصر ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدي الشعب المصري, من أمثال الشيخ أحمد حسن الباقوري, والشيخ محمد الغزالي; ولذا رفضوا ترشيح المرشد أو مكتب الإرشاد, وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل علي الشيخ الباقوري, فقبل مبدئيا, وأبلغ الإخوان بذلك, فلم يمنعوه من القبول, ولكن اشترطوا عليه أن يستقيل من الجماعة. وترشح لعضوية مجلس الأمة, وحصل علي ثقة الحكومة, ونجح في إدارة وزارة الأوقاف حتي عام.1959 أسس جمعية الشبان المسلمين. وكان للإمام الباقوري رأي في ضرورة تقييد تعدد الزوجات, وقال إن رسول الله لم يرض بأن يتزوج الإمام علي علي ابنته فاطمة الزهراء, وعلي هذا يجب أن نتخذ من هذا الموقف أساسا لتقييد تعدد الزوجات, بأن نمنع التعدد إذا لم توافق الزوجة, كما قال إنه من الواجب علي الأمة الإسلامية أن تستخدم التمثيل في خدمة الدين, وقال إنه لا يمانع من تمثيل حياة الصحابة والخلفاء الراشدين, مؤكدا أن الله ورسوله استخدما التمثيل في القرآن والحديث, في وصف مشاهد كثيرة لتقريبها إلي أذهان الناس, فلماذا لا نتبع ما فعله الله ورسوله.