الأبواب والشبابيك الحديدية, أصبحت ظاهرة.. الإقبال عليها يتزايد في مناطق المظاهرات والصدامات والأحياء الجديدة والنائية، الكثيرون يعتبرونها إجراء احترازيا لابد منه لحماية المنازل والممتلكات في مواجهة أي طارئ. سوق الحدادة شهد حالة غير مسبوقة من الانتعاش تحسبا لأي انفلات أمني أو فوضي, وما يترتب علي ذلك من انتشار حوادث السرقة والبلطجة. الطلب تزايد من المواطنين وأصحاب المحال التجارية في مناطق كثيرة علي تركيب أبواب وشبابيك حديدية, علي مداخل العمارات وأبواب الشقق والمحال التجارية تجنبا لأية أعمال إجرامية وبلطجة في ظل انشغال أجهزة الأمن بالمظاهرات والاعتصامات وحماية المنشآت الحيوية. يقول ميلاد يحيي صاحب محل حدادة بمنطقة عين شمس, هناك اقبال هائل من المواطنين علي طلب تركيب أبواب وشبابيك حديدية بمنازلهم وعلي مداخل العمارات والمحال التجارية بصورة غير مسبوقة, في مختلف المناطق, وذلك لحماية أنفسهم وممتلكاتهم مع انتشار جرائم السرقة والبلطجة. وقد كانت تلك الطلبات علي تركيب البوابات الحديدة قد بدأت تهدأ بعض الشيء ثم عادت مرة أخري في التزايد والاقبال عليها منذ مظاهرات03 يونيو حتي الآن, نتيجة تخوف الناس من تداعيات تلك المظاهرات من أعمال بلطجة وعنف, الأمر الذي ترتب عليه اشتعال أسعار البوابات الحديدية, فبعد أن كان سعر البوابة يتراوح بين006 جنيه و007 جنيه قبل الثورة, أصبح يتراوح الآن بين0001 و0051 بعد الثورة, هذا بالنسبة لأبواب الشقق. أما بالنسبة لبوابات العمارات فقد وصلت سعرها الي0004 جنيه, بعد أن كان سعرها لا يزيد علي0052 جنيه. سامي كامل( مهندس مدني) يعتبر الظاهرة طبيعية في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد, فالناس كما يقول لم تعد تشعر بالأمان.. وهذا ما يدفع الكثيرين لتركيب أبواب ونوافذ حديدية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم. علي الجانب الآخر, يقول الدكتور رضا ابراهيم أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا, إن الظاهرة تعكس مخاوف موجودة.. لكنها تستند الي شائعات وأخبار مبالغ فيها, فالحالة الأمنية في مصر جيدة برغم الحراك السياسي والمظاهرات والصدامات.. الأبواب والشبابيك الحديدية يمكن أن تشعر البعض بالأمان, لكن الأمان الحقيقي لن يتحقق إلا بإجراءات سياسية تعيد الاستقرار الي بلادنا.