كيف هانت مصر علي أولئك الذين يثيرون فيها الفوضي جهارا نهارا؟.. ولماذا انتهجوا سبل العنف بشتي وسائله ضد أخوة لهم في الدين والوطن؟.. ومن المسئول لديهم عن دعوات ما يسمونه الجهاد ضد جيش الأمة وفيه خير أجناد الأرض؟.. وهل نسي أو تناسي هذا المسئول ومن معه أن أيديهم تظل مشلولة وصدورهم تبقي عارية إن لم يؤد هذا الجيش واجبه لنصرتهم من غدر أعداء الوطن.. وأعداء الدين؟.. ومن هم أصحاب دعوة الوقوف ضد رجال الشرطة وقذفهم بالحجارة والمولوتوف ومهاجمة مقارهم.. ومنهم أخوة وأبناء من صلبهم تعهدوا ببث الطمأنينة في نفوسهم.. وعاهدوا الله علي نشر الأمن والأمان في ربوع الوطن حماية لهم ولذويهم في ديارهم؟.. وكيف أغمض المعتصمون أعينهم فلم يروا أبناء الجيش والشرطة وهم يحملون علي عاتقهم مهام تأمين بيوتهم ومصالحهم ومنها محيط اعتصاماتهم؟.. لقد اندفع البعض لقطع الطرق.. وشل الحركة المرورية.. وتعطيل عجلة الانتاج ظنا منهم أن مثل هذا الضغط قد يحقق مطالبهم.. فخيب الله ظنهم. إن الواقع المحيط بنا يشير إلي أن هناك جماعة تتعصب وبلا رؤية دفاعا عن رأي وإن جانبه الصواب.. وتتصدي بحمية وانفعال لآخر مخالف ولو كان علي صواب.. فهي في تعصبها تطالب باستعادة الشرعية وعودة الرئيس السابق لسدة الحكم.. برغم أن غالبية الشعب قد أجمع علي رفضه.. وقام بثورة لا تخطئها العين ضده.. وهي في تصديها لنداءات الحكماء وأهل العلم وأئمة الإسلام المتكررة ترفض وبشدة دعوة المصالحة الوطنية ونبذ العنف والعودة لأحضان الوطن والمشاركة في سدة الحكم.. مع أن المشاهد المحيطة تبين أن هناك إجراءات جادة تبنتها الحكومة الجديدة لتصحيح مسار الديمقراطية المنحرف, ومساعي حثيثة لبناء الاقتصاد القومي المنهار وتعديل الدستور, والتزاما كاملا بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في أقرب وقت. إن عقارب الساعة لن تعود ابدا إلي الوراء.. وأن مصر بأهلها وتاريخها لا يمكن أن تنحني أمام أي تهديدات مهما تعددت اساليبها, وأينما كان مصدرها.. ومهما طال أمدها.. وعلي الجماعة أن تسلك طريق الدعوة الدينية الحقة لبناء الانسان وتنمية المجتمع.. وتلقي وراء ظهرها تلك الفترة الكئيبة في تاريخها.. والتي إن استمرت علي نهجها الحالي فلن تحصد إلا مزيدا من الكراهية والعزلة قد تؤديان إلي انهاء وجودها.وأنتم يا من تعتصمون بالقرب من مسجد رابعة العدوية وتمثال النهضة.. عودوا لأعمالكم وأحضان ذويكم الذين يفتقدونكم بشدة في هذا الشهر الكريم.. فقد لحق الأذي بأخوة لكم في الوطن في محيط اعتصامكم.. ولا يلتفت أحدكم لقول أو توجيه أو تحريض قد يؤدي بأحدكم لقطيعة بينه وبين من يحبه.. أو لا قدر الله لعصيان أبويه.. أو لخلق نزاع بينه وبين أخيه.. وكلها من الآثام التي ينهانا الله عنها في كتابه الكريم.