بعد ليلة من الاشتباكات الدامية بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن إصابة العشرات, نجحت الشرطة البلغارية في تحرير أكثر من100 نائب ووزير من مبني البرلمان أمس, وذلك بعد ساعات من محاصرة المقر من قبل المحتجين المطالبين بإقالة الحكومة احتجاجا علي الفساد. وذكر تسفتلين يوفتشيف وزير الداخلية البلغاري أمس أن الشرطة نجحت في إخراج100 نائب ووزير احتجزوا داخل مبني البرلمان لمدة8 ساعات بعد أن شقت قوات الأمن طريقا لهم وسط مئات البلغار الذين يحتجون منذ40 يوما علي قرار للحكومة بتسمية قطب إعلامي رئيسا لوكالة الأمن القومي, حيث رافق رجال الشرطة النواب والوزراء إلي خارج المبني في ساعة مبكرة من صباح أمس في عربة فان تابعة للشرطة. وأوضح يوفتشيف أن الشرطة تصرفت بشكل مناسب جدا وقام رجالها بدورهم علي أكمل وجه رغم أن سلوك المحتجين اتسم بالعدوانية البالغة. وأضاف سنحاول العثور علي أولئك الذين ألقوا حجارة علي الشرطة والنواب, مؤكدا أن عملية إزالة الحواجز التي أقامها المحتجون باستخدام مقاعد الحدائق العامة وحاويات القمامة والحجارة تمت بعد ساعتين من إخراج النواب. وذكر شاهد عيان أن حوالي ألفي متظاهر طوقوا البرلمان, حيث كانت3 لجان تعمل علي مراجعة ميزانية العام2013 مساء أمس الأول واحتجزوا من بداخله. وأضاف أن الشرطة حاولت إخراجهم لكن الحافلة التي استقدمت تعرضت لرشق بالحجارة من قبل المتظاهرين وتحطمت نوافذها, ولم تنجح قوات الأمن في إخراجهم سوي صباح أمس. ومن جانبه, ألغي ميخائيل ميكوف, رئيس البرلمان جلسة كان مقررا عقدها أمس, مؤكدا أنه يجب ألا يأتي النواب إلي العمل حتي تستعيد الشرطة النظام. كما كتب إيفيلو كالفين عضو البرلمان الأوروبي ووزير الخارجية البلغاري السابق في حسابه علي فيسبوك مع الاعتذار للملايين الذين أدلوا بأصواتهم منذ شهرين نحتاج إلي انتخابات جديدة. وفي غضون ذلك, أعلنت مصادر طبية بلغارية أمس أن حوالي20 شخصا بينهم3 من رجال الشرطة أصيبوا خلال الاشتباكات التي جرت مساء أمس الأول أمام البرلمان بين الشرطة والمحتجين الذين حاصروه بينما كانت الشرطة تحاول إخراج نواب ووزراء منه, مؤكدا أن عددا من المصابين دخلوا مستشفيين في صوفيا بينما تمت معالجة عدد آخر منهم في المكان. وأضاف الشاهد أن المتظاهرين هتفوا بكلمة مافيا أثناء تطويق المبني أمس الأول, وذلك في اليوم الأربعين للاحتجاجات المناهضة لحكومة العضو الأكثر فقرا في الاتحاد الأوروبي. وفي غضون ذلك, أعربت مفوضة شئون العدالة في الاتحاد الأوروبي فيفيان ريدنج, التي كانت في صوفيا أمس الأول لحضور مناقشة عامة علي مدي ساعتين, عن تأييدها لهذه الاحتجاجات. وكتبت في تغريدة علي تويتر: أتعاطف مع مواطني بلغاريا الذين يحتجون ضد الفساد. وكان تعيين رئيس الوزراء بلامن أورشارسكي لقطب الإعلام ديليان بيفسكي رئيسا لوكالة الأمن القومي هو الشرارة التي أشعلت احتجاجات اتسع نطاقها نتيجة لغضب البلغاريين من استشراء الفساد السياسي وضعف الاقتصاد.