في الوقت الذي لم تخجل فيه قيادات إخوانية بارزة وأخري تابعة للتيار الديني من بث سمومها ضد الوطن وأفتت لأنصارها بوجوب مواجهة أجهزة الأمن بشقيها العسكرية والشرطية للحصول علي الشهادة في سبيل ما أسموه بعودة الشرعية خرج الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية, ليطمئن الشعب بأن الفترة المقبلة ستشهد نقلة حضارية كبيرة لدار الإفتاء, لتضع الآليات الفعالة والضوابط العلمية لمواجهة من يتصدرون للفتوي من غير المتخصصين, والذين عادة ما تثير فتاواهم البلبلة في المجتمع. وحسنا فعل فضيلة المفتي ليواجه هؤلاء الذين استغلوا الظرف الراهن ويعلمون صعوبة تحجيمهم او ترشيد فتاويهم وسهلوا مهمة الموت للشباب علي أنهم سيكونون شهداء بإذن ربهم في جنات النعيم. نحن نعلم مدي صعوبة مهمة مؤسسة الأزهر ورجال الدين حاليا في مواجهة ودحض فتاوي المدعين الذين يتاجرون بالإسلام من اجل مصلحتهم الشخصية البعيدة تماما عن سمو الدين وسماحته. فما يحدث الآن هو الإرهاب بعينه, لأن قيادات الجماعات الدينية التي ظهرت علي السطح أخيرا لا يتورعون في إصدار فتاوي للشباب بمواجهة الأمن والجيش في عموم الوطن ومنه بالقطع سيناء, والمكافأة التي يعدون بها الشباب المغرر بهم معروفة سلفا وهي الشهادة بزعم أنهم يحاربون كفارا وطواغيت. وللأسف, فهؤلاء يدعون زورا وبهتانا الجهاد في سبيل الله, رغم أن جهادهم فقط من أجل مناصب زائلة. فعلي الأزهر ورجال الدين قبل محاولة ترشيد الشباب المغرر بهم ممن لم يثبت تورطهم في أعمال إرهابية ولم تتلطخ أيديهم بالدماء, التصدي لتلك الظاهرة السامة والفتاوي والخطابات الدينية التي تحرض علي الكراهية والعنف والتكفير وتؤدي في النهاية لتمزيق المجتمع وفتح الباب أمام الحروب المهددة لوحدة تراب الوطن. ويبقي علي الدولة سرعة محاسبة كل من يروج لأفكار التطرف والتعصب والعنف في نفوس وفكر ومعتقدات هؤلاء الشباب من حيث التمويل والتجنيد وتأمين الملاذ الآمن وتحديد الجهات التي ساعدت علي القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية. لمزيد من مقالات راى الاهرام