تصدرت مصر مباحثات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس خاصة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي, وأعربت كاثرين أشتون المفوضة العليا لشئون السياسة الخارجية بالاتحاد عن تطلعها إلي عودة مصر إلي المسار الديمقراطي. وفي غضون ذلك, واصلت وسائل الإعلام العالمية تغطية المشهد السياسي المصري وانصبت بشكل خاص علي دور الولاياتالمتحدة في الأزمة المصرية. ومن جانبه, ذكر موقع يو بي آي الإخباري تحت عنوان الولاياتالمتحدة يجب أن تتراجع في مصر وفي كل مكان أن مصر تقدم خيارات صعبة وتحمل تحديات لصناع السياسة الخارجية الأمريكية عبر العالم, مشيرا إلي أنه يجب تعديل سياسة الولاياتالمتحدة بطرق كان يتم النظر إليها علي أنها مستحيلة. وأوضح الموقع أنه خلال القرن العشرين تمتعت أمريكا بقوة عسكرية واقتصادية غير مسبوقة وباحترام دولي للثقافة والمؤسسات الأمريكية, التي شكلت الأساس لقوتها الناعمة. وأضاف أنه في مصر يجب أن تختار الولاياتالمتحدة بين دعم الحكومة المدعومة من المؤسسة العسكرية وبين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والذي وإن كانت واتته الفرصة لأسس أسوأ جمهورية إسلامية. وتابع أن الجهود الأمريكية للترويج لديمقراطية شاملة حقيقية تصطدم مع حقيقة أن المساعدات الأمريكية تتحدد علي أساس ما تقدمه بعض دول الخليج إلي القاهرة. وقال الموقع الإخباري إن الولاياتالمتحدة لابد أن تقدم اعترافا دبلوماسيا بالنظام الجديد في مصر, لكنها لا تحتاج إلي دعمه. وأكد أنه بالرغم من أن المعونة الأمريكية التي تقدر بحوالي5,1 مليار دولار متضمنة في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلا أنها لا تعطي الجيش الضوء الأخضر لعزل أول رئيس مدني منتخب, وأن المساعدات التي يحصل عليها النظام الجديد من بعض الدول الخليجية يرفع من حجم المخاوف الأمريكية ويصب في فقد الولاياتالمتحدة لسيطرتها علي المنطقة. واختتم الموقع التحليل الإخباري بالإشارة إلي أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تتمتع بنفوذ عظيم مثل الذي تمتعت به بريطانيا خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين إذا دعمت توازنات القوي الإقليمية وكرست طاقاتها في إعادة بناء المصادر الشاملة للقوة الأمريكية سواء الاقتصاد أو تقييم مستوي الديمقراطية في الداخل. وأشار إلي أن أمريكا لم تعد تمتلك القوة الأساسية أو قوة الأفكار أو التاريخ الذي يقف إلي جانبها, وعلي عكس العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية لم تعد واشنطن تتمتع بالقوة المطلوبة للذهاب إلي كل مكان وحل كل مشكلة. وفي إطار متصل, أوضحت صحيفة ديلي بيست الأمريكية تحت عنوان مصيدة الانتخابات- الديمقراطية في مصر أن إدارة الرئيس باراك أوباما تريد عودة سريعة إلي الديمقراطية لكن ذلك لا يعني انتخابات متسرعة مجددا حيث أنه لن ينتج عنها ديمقراطية حقيقية. وأشارت الصحيفة إلي أن هناك درسا كبيرا وضخما للسياسة الخارجية الأمريكية والذي يتماشي مع الرغبة الأمريكية: الانتخابات- بغض النظر عن ما إذا كانت حرة ونزيهة- والتي تعتبر التزيين الوحيد للكعكة الديمقراطية. وأكدت أنه في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك بدأ أوباما وفريق السياسة الخارجية في إجراء انتخابات فورية وكان الفائز متوقعا الأكثر تنظيما محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين الذين صمموا علي تحويل الأغلبية التي يتمتعون بها إلي سلاح ضد الديمقراطية. بينما كان الخاسرون هم شباب التحرير الرائع والمخلص والمطالب بالديمقراطية والقيادات السياسية المصرية الموثوق بها من قبل كبار الساسة الأمريكيين والذين افتقدوا إلي التنظيم. وشددت الصحيفة علي أنه لو أجريت الانتخابات خلال شهر أو6 أشهر أو حتي سنة من الآن فالنتيجة ستكون مشابهة. وتابعت أن أوباما سقط في المصيدة حيث أنه لا يمكنه التظاهر بأن الانقلاب ليس انقلابا كما أنه لا يريد وقف المعونة العسكرية وإغضاب الجيش المصري, ومن ناحية أخري لا يمكنه الضغط لإجراء انتخابات مبكرة يمكن أن تنتهي بفوز مشابه لفوز مرسي.