30 مليارا تتكلفها الدولة في رمضان بسبب زيادة الاستهلاك, الارقام تقول ان مصر تستهلك120 مليون دجاجة و30 ألف طن لحم و250 الف طن سكر في هذا الشهر المبارك, زيادة الاستهلاك لاتقتصر علي الطعام والشراب, وانها تمتد ايضا إلي الكهرباء والمياه بما يتعارض تماما مع فريضة الصيام. والسؤال: لماذا يزيد استهلاكنا في شهر يفترض ان يكون الترشيد فيه فريضة وطنية؟ في البداية يقول الدكتور حمدي عبد العظيم استاذ الاقتصاد إن العادات والتقاليد المتوارثة في معظم الاسر المصرية هي الإسراف في الطعام والشراب في رمضان رغم اختصار الوجبات الثلاث في وجبتين الا ان الاستهلاك يزيد ليس فقط في اصناف اللحوم المتعددة ولكن في الدواجن والسكر والحلوي بانواعها والالبان والمكسرات والياميش والسمن والزيت والارز وغيرها, وكذلك زيادة استهلاك المياه والكهرباء فنجد الكثيرين يستغرقون ساعات طويلة في الاستحمام وترك المياه لتروي جسده وفي الوضوء وغسيل الاواني والبعض يسلي صيامه برش المياه بالشارع وامام منزله او محله لتلطيف الجو وايضا يتم تعليق الزينات الرمضانية المضيئه ليلا ونهارا طوال شهر رمضان علي النوافذ والبلكونات وبين العمارات وامام المحال والمطاعم والكافيهات الي جانب سهر افراد الاسرة امام التلفاز طوال الليل حتي الفجر وترك الانوار مضاءة, وتشغيل التكييفات والمراوح الكهربائية دون داع وكل هذه التصرفات مرفوضة اقتصاديا ودينيا لانها تزيد من الاستهلاك علي المستوي القومي حيث تتحمل الدولة مليار جنيه في اليوم الواحد قيمة استهلاك كل هذه السلع الرمضانية اي30 مليار جنيه في الشهر, والدليل علي ذلك حالة الطوارئ التي تعلنها كل من وزارتي التموين والكهرباء, ويضيف استاذ الاقتصاد انه مع ارتفاع سعر الدولار يزيد العبء علي الدولة حيث تزيد وترتفع فاتورة الاستيراد من الخارج سواء للسلع او الياميش او المكسرات او الفوانيس فنستورد من الخارج الياميش بحوالي100 مليون دولار وتزيد حجم تجارة فوانيس رمضان المستوردة لتصل الي مليوني دولار, ولقد اصدر اتحاد الغرف التجارية احصائية عن معدل ما تنفقه الاسر المصرية علي الطعام والالبان في شهر رمضان يزيد علي3 مليارات و700 مليون جنيه من جملة200 مليار جنيه تنفق علي الطعام سنويا, ففي شهر رمضان يزيد متوسط استهلاك اللحوم من17 الي30 الف طن ويتضاعف استهلاك الدواجن من60 مليون دجاجة في الشهور الاخري الي120 مليون دجاجة في رمضان فقط, وكذلك استهلاك الزيوت من60 الي75 الف طن ويرتفع متوسط استهلاك السمن النباتي من25 الي75 الف طن والسكر من75 الي250 الف طن فالخطورة هنا في انخفاض الناتج المحلي امام حجم الاستهلاك الضخم. ويري الدكتور عزت فرج استاذ بجامعة فان هولاند بأمستردام ضرورة تغيير هذه العادات الرمضانية السيئة خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد الآن فما ينفق علي الطعام والشراب في شهر رمضان فقط يكفي ميزانية عام كامل للأسر الفقيرة المحتاجة والذين تزيد نسبتهم علي42% من الشعب فهذا البذخ الشديد في تضاعف نسب الشراء للسلع والاستهلاك المتزايد يزيد العبء علي ميزانية الدولة لان معظم هذه السلع يتم استيرادها بالعملات الصعبة وبالتالي تكون عبئا علي الميزان التجاري بمعني انه بدلا من قيام الدوله بتوفير العملات الصعبة لاستيراد مواد انتاجية تغني عن الاستيراد وتزيد من الانتاج المحلي أصبحنا نستورد بها سلعا استهلاكية ومن هنا نؤكد ضرورة تعديل وتغيير سلوك الفرد داخل كل اسرة, ولنعلم ان شهر رمضان هو شهر الصوم والتعبد والغفران والترشيد والاقتصاد وليس شهر الاسراف والبذخ والتباهي والتهام كميات هائلة من الطعام. وتنصح الدكتورة عفاف امين استاذ صحة الطعام بالمعهد القومي للتغذية الاسر المصرية بعدم الاسراف في شراء السلع الغذائية وعدم اعداد و تناول انواع كثيرة من الطعام في اليوم الواحد لان العين تشتهي الكثير عندما تكون المعدة خاوية بمعني ان الصائم وهو جائع يظن انه سيأكل الكثير, وان هذه الكميات المعدة للافطار لا تكفي ليفاجأ بأنه بمجرد تناوله جزءا بسيطا من المشروبات وكمية ضئيلة من الطعام امتلأت معدته, ولا يستطيع تناول شيء آخر وتبقي باقي الاطعمة لتكون داء وسببا لامراض كثيرة ومتنوعة نتيجة تناولها كنوع من الاستخسار او الاحتفاظ بها في الثلاجة لتناولها في الايام المقبلة فتتحول في الثلاجة الي سموم تسبب اوراما سرطانية او تترك حتي تفسد ويلقي بها في القمامه وكل هذا غير مقبول, وبما أن علماء التغذية يؤكدون ان الجسم يحتاج يوميا الي حوالي600 سعر حراري من اللحوم والنشويات والسكريات والدهون, وبالتالي الفرد الواحد يكفيه قطعة لحم تزن100 جرام اي ان كيلو اللحم مفترض ان يكفي10 افراد, كما ان الافراط في انواع وكميات الطعام والحلوي غير صحي للفرد, ويؤدي الي امراض القلب والضغط والسمنة والسكر. وتنصح اخصائية التغذية الأسر الاحتفاظ بالأطعمة المتبقية الكثيرة في عبوات صغيرة داخل الفريزر فورا عقب طهيها وعدم الاحتفاظ بها في الثلاجة, كما يعتاد الكثير من الأسر, كما لابد من تناول كل عبوة محفوظة في الفريزر لمدة اسبوع واحد فقط وبعدها يجب التخلص منها. وفي النهاية نأمل من امرنا ان تحرص علي صحتها وانفاقها.