مما لا شك فيه أن اعتقاد كثير من الناس في الأعمال والسحر وصورهما يهدد العقيدة ويكدر الصفو ويعطل حركة الحياة وقد نري أناسا يثبتون ذلك ونري آخرين ينفونه, وبغض النظر عن مناقشة هؤلاء وهؤلاء نتوقف عند معالجة القرآن الكريم لتلك القضية بما لا خلاف فيه. يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف, إن الله تعالي يقول: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيموهذه الآية حين نتوقف عندها نري وضوح معناها متمثلا في أن الله عز وجل إذا أراد أن يوصل لعبده رحمة من عنده فلا أحد يستطيع أن يمسك تلك الرحمة التي فتح الله سبيلا إليه والعكس كذلك إن لم يرد ربنا تعالي أن يوصل إلي عبد من عباده شيئا من رحمته فلا أحد يستطيع أن يوصل ذلك الشيء إليه بحال من الأحوال, وبناء عليه فلا ملك ولا رسول ولا ساحر ولا لاعب بالبيضة والحجر ولا دجال يستطيع أن يفعل شيئا,وليس هذا من نافلة القول وإنما هو من صلب العقيدة, فهب أن هنالك سحرا وغيره ألم يقل الله تعالي: وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله.فهل من العقل والحكمة أن يقول العبد يا الله يا من بيده أمر كل شيء إني أسألك ألا يضرني عبد من عبادك, أم يقول ماذا تريد مني أيها الدجال من مال ومن جهد من أجل أن تفك لي عملا أو سحرا ونحو ذلك ويزيده هذا رهقا وفقرا ولن يأتي بخير,فالله هو من يملك ذلك وحده, وهو الذي ينجي عبده من كل كرب وهو الذي لا يغلق بابه ولا يرد عباده, فمن سوء الفكر أن يقول العبد يا عبد ومن حسن الفكر أن يقول العبد يارب, وبناء عليه فهذه دعوة إلي التوبة من إفساد العقيدة ومن إضاعة المال والوقت ومن اضطراب النفس, فلنتوكل علي الله تعالي ولنسأله أن يفتح لنا وعلينا فهو الفتاح العليم الذي يجري أمر السماوات والأرض بأمره وأمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.