أثبتت دولة الإمارات أنها دوما واحة للأمن والأمان والاستقرار والتسامح والتعايش السلمي مع كل الثقافات والأديان تتفاني قيادتها في سبيل النهوض بشعبها الذي يلتف حولها ويشعر حيالها بقدر كبير جدا من الولاء والامتنان والرضا ولم لا وهو الشعب الذي تم تصنيفه ضمن أكثر شعوب العالم شعورا بالسعادة وتلك حقيقة واقعة. أرسي الشيخ زايد رحمه الله بمواقفه القوية الداعمة للشعب المصري قواعد متينة صلبة من المحبة والمودة الصادقة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين والتي تجسدت بجلاء في هذا الحب الجارف الذي حظي به الشيخ زايد والشعب الإماراتي لدي أبناء الشعب المصري الذي يقدر لدولة الإمارات حكومة وشعبا مواقفها ودعمها. وأثبتت التجربة بعد التجربة ان عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين أبناء الشعبين اقوي بكثير جدا من ان تحكمها التحولات والمواقف السياسية المتغيرة والمزايدات التي قد يسوقها أصحابها مع تبدل السياسات والمواقف واحتدام الصراعات من باب المزايدة والمكايدة السياسية. لقد كان مستغربا ومستهجنا أن تأتي في الآونة الأخيرة تصريحات غير مسئولة من بعض قيادات الإخوان المسلمين تؤكد أن الرؤية لدي أصحابها مشوشة ومعدومة لبعدها تماما عن صلب الواقع والحقيقة تسعي إلي تسجيل مواقف لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة بصرف النظر علي ما تحمله من رسائل غير حميدة تشعر المصريين المقيمين في وطنهم الثاني الإمارات بقدر وافر من الخجل والحرج. ويعكس الاهتمام البالغ الذي تبديه القيادة العليا في دولة الإمارات وعلي رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بالشأن المصري والتطورات السياسية العديدة المتلاحقة التي تشهدها مصر منذ ان تفجرت ثورة25 يناير2011 مدي عمق وخصوصية العلاقات الثنائية التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين والتي تتجاوز بكثير أهمية مصر ودورها. ويمتلك المصريون المقيمون في الامارات كغيرهم من ابناء الشعوب العربية والاجنبية فرصة العيش في محتمع متنوع متسامح يحظي بمستوي عال من الامن والامان يتسم بقدر كبير جدا من الحب والسماحة والروح النقية لكل الاجناس والاديان ويحمل المصريون المقيمون في الامارات تجاهها دفقا من المشاعر الوطنية الصادقة التي تقود للانتماء الذي تعكس استجابة واعية للشعور بقيمة الوطن وحضارته وتمكينه من تحقيق اهدافه في اطار احترام حريات الآخرين ومراعاة احاسيسهم وكرامتهم وتقدم الامارات عموما للعالم نموذجا متفردا للحياة المشتركة التي تتسم بالهدوء والتعايش السلمي. ويقيم علي ارض الإمارات مئات الالوف من ابناء الجنسيات العربية والأجنبية من مختلف الثقافات والديانات الذين يمارسون شعائرهم وطقوسهم الدينية بكامل الحرية فهناك المسيحيون الذين يمارسون شعائرهم في كنائسهم المنتشرة بمختلف مدن الامارات والعديد من ابناء الجاليات الآسيوية بما في ذلك اتباع الديانة الهندوسية الذين تسمح لهم الدولة بممارسة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية. ولعل المتتبع لمسيرة التنمية والبناء في دولة الإمارات والتي قادها وأرسي دعائمها مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله يجد ان البلاد حققت انجازات ضخمة تتحدث عن نفسها تجاوزت حدود الوطن فلم تقتصر علي قطاعات التنمية في البلاد الي العديد من المشاريع والهبات التي قدمتها الدولة لمساعدة الاشقاء في بعض الدول العربية وعلي رأسها مصر. ورغم كل ما تحقق إلا إن عقارب الساعة تمضي ولا تتوقف حيث تمضي القيادة العليا الرشيدة وعلي رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة علي هذا النهج الذي جعل منها قدرة تنافسية كبيرة تزكي تطلعاتها نحو تحقيق الريادة في العديد من القطاعات التنموية وغيرها من الاسهامات لدعم الاشقاء والتخفيف من معاناتهم. كان لنهج الامارات وسياساتها الحكيمة المتوازنة داخليا وخارجيا الاثر البالغ في تماسك جبهتها ونسيجها الوطني وتلك حقيقة دامغة وداحضة لكل من يتوهم أن بإمكانه زرع بزور الفتنة أو تزكية نار الحقد والكراهية وتضليل بعض أصحاب النفوس المريضة والتشويش عليهم لتحقيق مآرب خبيثة فالذي يزرع خيرا لا يحصد الشر وليس كغيره الذي يخلص ويجذل العطاء من اجل نهضة ورفعة الوطن. ومنذ أن انطلقت المسيرة الاتحادية عام1971 تحرص الإمارات علي اتباع سياسة خارجية متوازنة تقوم علي نصرة الحق ورفض الظلم والعدوان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وكانت ومنذ ذلك التاريخ سباقة في المبادرة نحو مد يد العون والمساعدة إلي كل الشعوب الشقيقة والصديقة التي بحاجة الي الدعم والمساندة بما في ذلك تلك التي تتعرض للكوارث الطبيعية او تشتد بها المحن. لم يخف علي المتابع طيلة هذه السنوات وتعاقبها الحرص والاهتمام الكبير الذي توليه القيادة العليا في الإمارات علي نصرة القضايا العربية العادلة وعلي رأسها القضية الفلسطينية وتوحيد الصف العربي وتحقيق اللحمة ولم الشمل.. ولم تغفل القيادة بحكمتها وفطرتها الدور المحوري للشقيقة الكبري مصر انطلاقا من خصوصية وعمق العلاقة التي تربط بين أبناء الشعبين الشقيقين. لمزيد من مقالات بقلم : محسن البوشي