يصوت المشرعون الأمريكيون خلال الأيام المقبلة علي تشريع يتيح استمرار جزء من المساعدات الأمريكية لمصر في حال إذا ما تبنت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الطرح المتعلق بأن ما حدث في ثورة30 يونيو هو إنقلاب عسكري. وذكرت النائبة الجمهورية كاي جانجز, رئيسة اللجنة الفرعية المسئولة عن المساعدات بمجلس النواب الأمريكي, أن اللجنة تدرس إتاحة المزيد من المرونة تسمح باستمرار المساعدات لمصر, معتبرة أنها تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي. وأوضحت النائبة الجمهورية أن الكونجرس من حقه السماح باستمرار المساعدات حتي لو اعتبر البيت الأبيض ما حدث في مصر إنقلابا وبالتالي تطبيق القانون الأمريكي الذي يعود للثمانينيات ويمنح تقديم اي مساعدات لدولة حدث بها انقلاب. وتبلغ المساعدات العسكرية لمصر نحو1.3 مليار دولار بجانب مساعدات اقتصادية قيمتها250 مليون دولار. وبحسب مسئولين في الكونجرس فإن اللجنة الفرعية بمجلس الشيوخ تتوقع التصويت علي نسختها من التشريع قبل نهاية الشهر الحالي. من جانبه, تقدم السناتور الجمهوري راند بول بمسودة قانون لوقف المساعدات الأمريكية السنوية لمصر. وزعم راند بول أن خلع الحكومة المصرية كان انقلابا, وقال إن القانون واضح في أنه يجب وقف المساعدات في هذه الحالة, مستشهدا بموقف الولاياتالمتحدة في حالات أخري مثل ساحل العاج وتايلاند ومالي وهندوراس. وانتقد راند رفض حكومة أوباما نعت ما حدث بأنه انقلاب, ومن ثم استمرارها في تقديم المساعدات لمصر, حيث وصف موقف الرئيس الأمريكي بالمتجاهل للقانون. وذكرت وكالة الأسوشيتد برس إنه من المستبعد تمرير هذا القانون, حيث إنه بالرغم من الانتقادات التي وجهها العديد من المشرعين الأمريكيين للوضع الحالي في مصر, فإن العديد منهم يعتقد أن حكومة محمد مرسي كانت تدفع بمصر في طريق غير ديمقراطي. وتزامنت التحركات في الكونجرس الأمريكي مع تحريك البحرية الأمريكية سفينتين عملاقتين تعملان في الشرق الأوسط إلي منطقة قريبة من الساحل المصري علي البحر الأحمر خلال الأيام الماضية في إجراء احترازي, بحسب الجنرال جيمس أموس قائد سلاح مشاة البحرية الأمريكية. وقال أموس إن مصر تمر حاليا بأزمة وعندما يحدث هذا علينا أن نتيح لقيادة الولاياتالمتحدة بعض الخيارات, ولم يذكر قائد سلاح مشاة البحرية هذه الخيارات. وذكر مسئولون في البحرية الأمريكية أن السفينتين هما ضمن مجموعة استعداد من ثلاث سفن برمائية موجودة في المنطقة منذ مايو الماضي وأن السفن الثلاث تعمل في البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي والخليج العربي وبحر العرب وبقيت السفينة الثالثة قبالة ساحل البحرين في الخليج العربي. وبحسب مصدر في سلاح مشاة البحرية الأمريكية فإن تحريك السفن البرمائية قرب سواحل دولة يتيح لها سهولة أكبر في حركة طائرات الهليكوبتر ونقل المعدات إذا دعت الضرورة. وفي برلين, طلب وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيلي من مصر الافراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي. وأعلن الوزير الألماني في بيان نطلب أن يتم وضع حد للإجراءات التي تحد من حرية حركة مرسي. وحثت وزارة الخارجية الألمانية جميع القوي السياسية في مصر علي تفادي العنف أو التهديد بالعنف ودعت السلطات المصرية للسماح لمنظمة دولية بلقاء مرسي. وقال متحدث باسم الوزارة: كل اشكال الاضطهاد السياسي ستكون مضرة للغاية بمستقبل مصر. وندعو لإنهاء القيود المفروضة علي مرسي ونحث أيضا كل القوي السياسية خاصة زعماء الإخوان المسلمين علي تفادي كل اشكال العنف أو التهديد بالعنف. إلي ذلك وصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلي أنقرة أمس لإجراء مشاروات مع المسئوليين الأتراك بشأن التطورات في مصر. في الوقت الذي أكد فيه رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشوري الإيراني علاء الدين بروجردي أن تعزيز الديمقراطية وإجراء انتخابات حرة نزيهة يشكلان السبيل الوحيد لإنهاء حالة التوتر التي تسيطر علي المشهد السياسي الراهن في مصر, معربا عن أمله أن يسود السلام والاستقرار في البلاد. وأعرب بروجردي عن ثقته في أن مصر ستتجاوز المرحلة الراهنة وصولا إلي الاستقرار.