من القضايا التي نحن في حاجة إلي عرضها علي القرآن الكريم ظلم الإناث في المواريث حيث يري بعض الذكور أنه لا حق لهن في ميراث الأب بالذات لأنهن لم يتعبن معه كما تعب الذكور فما حقيقة ذلك في ضوء كتاب الله عز وجل؟ يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف الميراث لا صلة له بمن شقي مع المورث في حياته وأما العلاقة فهي سبب الميراث اللهم إلا إذا قتل الوارث موروثه فإنه لا يرث منه شيئا,الله عز وجل يقول: سيوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف...بوقد توعد رب العزة سبحانه وتعالي من يظلم في الميراث بقوله: ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين فأي تحذير وإنذار بعد هذا! الأمر الذي يجعل من يريد أن يكون وقافا عند كتاب الله عز وجل أن يراجع نفسه وأن يعطي أخته حقها من ميراث أبيها الذي هو أبوه,وقد يكون هذا الأخ الظالم قد سافر في حياة أبيه إلي بلد بعيد واغترب وعاني وحول ثمن غربته وشقائه إلي أبيه وكتب أبوه كل شيء اشتراه باسمه هو دون ولده صاحب المال لكن ذلك كان بعلم الولد الذي رضي أن يتصرف ابوه كما شاء في ماله وكأنه ماله فلما مات أبوه قال كل هذا المال من أرض وعقار وغيرهما من حقي فأنا الذي سافرت واغتربت وشقيت وعملت كذا وكذا وأنتم تعلمون فأبوكم لم يكن يملك شيئا أو ما كان عنده غيركذا فقط وأنا الذي أكملت البناء ووسعت الرقعة, ولا وجه له فيما قال, إذ كان عليه أن يقول ذلك لأبيه في أدب جم ويفهمه برفق أن حديث أنت ومالك لأبيك ليس معناه أن يستولي الأب علي مال ولده وإنما معناه أن يأكل الأب من مال ولده من طعامه وشرابه لا أن يستولي عليه لأن الولد من كسب الوالد فحين يأكل الأب من طعام ولده فكأنما أكل من طعامه هو الذي اكتسبه من عمل يده وللابن ذمة مالية مستقلة وتجب عليه النفقة علي والديه إذا كانا فقيرين فقط أما إذا كانا غنيين فلا وجوب وإنما لهما حق الصلة والهدية.