يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز لياقته الحركية في ميدان السياسة الدولية فارضاً نفسه من البوابة السورية كلاعب قوي لا يمكن أن تُرسم أو تمضي قرارات أممية إلا برضاه أو موافقته الضمنية معتمدا علي الوفرة الاقتصادية التي أمنتها ثروة الغاز الطبيعي كأول احتياطي في العالم..لذا كان من البديهي التأكيد على أن موسكو لا تخفي رغبتها في استعادة دورها كقوة دولية عظمى... ولم تجد أفضل من الساحة السورية لتوصيل رسالة مفادها أنها لن تقبل أي غبن بحقوقها .. هذا وقد بدأ بزوغ اسم بوتين وبقوة بعد ان خشت موسكو بشدة من تداعيات الثورات التي اطق عليها الربيع العربي وموجة صعود الإسلاميين في كل من مصر وتونس والمغرب وليبيا، على الأوضاع في الجمهوريات الإسلامية التابعة لها، والتي تشهد تصاعد النزعات الانفصالية، لاسيما في الشيشان وتترستان وداغستان، في ظل النفوذ الشديد والحضور الطاغي للقوى الإسلامية الأصولية في هذه البقاع المختلفة. وليس أدل على المكانة التي توليها موسكو للحفاظ على النظام السوري من أنها حافظت على علاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية معه، ولم ترتكب الخطأ ذاته الذي وقعت فيه واشنطن حين جمدت استثماراتها في مصر حينما واجه حليفها الأول مبارك صعوبات بفعل الثورة، ولكن موسكو استفادت من هذا الخطأ، وحافظت على استمرار استثماراتها في مجالي السياحة والبنية الأساسية في سوريا، والمقدرة ب 19مليار دولار، سعيا لتوصيل رسالة لحليفها الأسد باستمرار دعمها له حتى آخر الشوط. . وتمتد حزمة الأهداف الروسية إلى أن الحليف السوري يبقى مهما جدا، فهو وعبر إمساكه بأوراق عديدة في الملفات الفلسطينية واللبنانية، وحتى الإيرانية، قد سمح ببقاء موسكو مطلعة ومؤثرة في هذه الملفات، بالإضافة إلى أن سوريا الأسد وعبر ميناء طرطوس على المتوسط توفر طوق نجاة للبحرية الروسية ومنفذها الوحيد للوصول للبحار الدافئة، ولعب دور مهم في حفظ الأمن العالمي، وإمكانية الوصول إلى المضايق الاستراتيجية الخاضعة للسيادة الاستراتيجية الغربية، في ظل التطورات الدولية المتلاحقة، والتي زادتها ثورات الخريف الديني توترا.. كل هذا فرض على موسكو ضرورة أن تكون بالقرب من مركز الحدث للاطلاع على تطوراته والتأثير فيه في مرحلة لاحقة.. ، باعتبار أن تصاعد نفوذ الإسلاميين إلى أراضي الاتحاد الروسي، لاسيما في القوقاز والفولجا، كفيل بتمزيق أوصال هذا الاتحاد. . من ناحية اخري فقد شهدت العلاقات المصرية الروسية فترات كثيرة من التقارب والاختلاف وعلى مر التاريخ كانت العلاقات المصرية الروسية إما قوية جدا أو ضعيفة جدا وبعد مباركة الروس للثورة المصرية فى 52، ومما يتمثل والتقارب الكبير مع مصر وتوريد الأسلحة المختلفة لمصر عن طريق روسيا أو حلفائها استطاعت مصر أن تنهض زراعيا وصناعيا بفضل المساعدة الروسية لمصر فى مجالات الزراعة وبداءة مصر أعادت تصنيع وأدخلت الصناعات الثقيلة والصناعات الحربية... ولا ينسى أحد الدور الروسى فى إنشاء السد العالى أكبر مشروع مصرى فى العصر الحديث، وبعد رفض الولاياتالمتحدة لمساعدة مصر فى إنشاء السد العالى جاء الروس وساعدونا بل وأنشأوا صناعات مختلفة لمصر ثم جاءت فترة السبعينيات وضعفت العلاقات المصرية الروسية. ولكن جاءت فتره الثمانينيات والتسعينات لتشهد عودة العلاقات المصرية والروسية ولكن أقل قوة من فترة الستينيات.. وحاليا بدأ المصريون يراقبون تصريحات بوتين واعجبوا بها فيما يخص سوريا ومهاجمتة للدول التي تريد تسليح المعارضة والتي لقبت نفسها بأسم الجيش الحر والتي ارتكبت الكثير من المجازر ومارست الكثير من الأفعال الأجرامية والوحشية ...صفق المصريون لبوتين وهو يعارض كل من امريكا وبريطانيا لدعمهم لجبهة النصرة التي تم تصنيفها كأحد التنظيمات الأرهابية ..واعجبوا بتصريحاتة فيما يخص الشأن المصري...فلقد رحبت موسكو بثورة 30 يونيو ...ووبخت من يعارضها.. ولذا فمن المتوقع ان تشهد العلاقات المصرية الروسية في الفترة المقبلة الكثير من التطورات والتعاون المتوقع في مجال ترميم السد العالي او في مجال التسليح وبعض الصناعات الزراعية ..ولقد صدر بالفعل تصريح للرئيس الروسي اكد فية علي استعدادة التام لدعم الجيش المصري دون قيد او شرط....كما قام بتوظيف قمر صناعى عسكرى " روسى " لمد معلومات دقيقة عن المسلحين بسيناء ورصد تحركاتهم واتصالاتهم مهما كانت وسيلة الاتصال. واخيرا بدأ منذ فترة الأسطول الروسي فى التحرك خارج المياة الإقليمية للبحر الأبيض المتوسط بالقرب من شواطئ ليبيا لحماية مصر في حالة هجوم أو تدخل الإسطول السادس الأمريكي. بأختصار شديد.......شكرا بوتين ..... [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى