مشددا علي الاستفادة من تحلية المياه كعلاج للفقر المائي بالمنطقة العربية, عقد مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة, المؤتمر العربي الأول بالقاهرة, بعنوان: تحلية المياه في المنطقة العربية: آفاق مستقبلية, وبحث اقتصادات تحلية المياه, والاستثمارات المتاحة بمشروعاتها, وأدوات وأساليب تخفيض تكاليفها, بالإضافة إلي تجارة المياه المحلاة بالمنطقة العربية. وناقش المؤتمر- برئاسة الدكتور السفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية, وأمانة الدكتور علي عبد الرحمن رئيس الاتحاد- الآثار البيئية الناتجة من تحلية المياه, والمخاطر والمحاذير البيئية الناجمة عنها, والتنمية المستدامة, وتطوير التشريعات البيئية المتعلقة بها, وتنمية وتدريب الكوادر البشرية فيها. وعقد المؤتمر بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية, وبمشاركة وزارات: الدولة لشئون البيئة, والموارد المائية والري, والصناعة والتجارة الخارجية, والمجلس العربي للمياه, وسلطة جودة البيئة بدولة فلسطين, والمركز القومي للبحوث, وجامعة كفر الشيخ, والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي, والهيئة العامة للتنمية الصناعية. وتحدث الدكتور نوير محمود- الأمين العام المساعد للاتحاد- عن دور المنظمات والجمعيات غير الحكومية في هذا المجال, والإدارة المتكاملة للمؤسسات الحكومية والدولية في مجال تحلية المياه, وأهمية التعريف بمشكلة المياه بالوطن العربي. وطالب الدكتور أشرف عبدالعزيز منصور أمين العام للاتحاد ومقرر المؤتمر بتحفيز القطاع الخاص للدخول كمستثمر في مجال تحلية المياه, وسرعة حل المشكلات التي تحول بين المستثمر العربي والإسهام في هذا المجال. أوصي المؤتمر باستخدام الطاقات المتجددة, كالطاقة الشمسية في التحلية والبيئة, ووضع الأسس الفنية والبيئية والصحية والمعيارية للمواصفات القياسية العالمية لصناعة المياه المحلاة بالمنطقة العربية, ودعا المؤسسات والبنوك الإنمائية بالوطن العربي لدعم المشروعات الخاصة بتحلية المياه, وإنشاء شركة عربية لتصنيع الأدوات والمعدات الحديثة لترشيد استهلاك المياه, والدفاع عن الحقوق المائية العربية في المحافل الدولية, وتنسيق المواقف بما يخدم المصالح. كما أوصي المؤتمر بوضع الآليات التي تحول دون تلويث مصادر المياه المختلفة, وتأكيد الإدارة المتكاملة للموارد المائية والتقنيات الحديثة والحلول الخاصة بإعادة استخدام المياه والتعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال المشاريع المتعلقة بتحلية المياه, والتركيز علي أهمية دور المرأة والأسرة في تربية النشء, وغرس مفهوم المسئولية لديهم عند استخدام المياه لوقف هدر المياه الذي يعتبر ضياعا للثروة الوطنية, مع إيجاد وسائل فعالة لتعديل السلوكيات السلبية في التعامل مع الموارد المائية العربية, وتشجيع المبادرات التطوعية, وإدراجها ضمن المناهج التعليمية, وكذلك الإنصاف في توزيع المياه عبر مختلف الفئات. وأسفر المؤتمر عن تشكيل لجنة علمية لتقويم البحوث, ومتابعة تنفيذ التوصيات, بالإضافة إلي كونها همزة وصل بين شباب الباحثين والحكومات العربية والمنظمات الدولية والإقليمية.