لم يقتصر العجز الصارخ في التمريض علي تدني مستوي الخدمة الطبية بمستشفيات سوهاج فقط بل تسبب في عدم تشغيل وحدات للعناية المركزة بالمستشفي الجامعي لكلية الطب منذ عام رغم حاجة المحافظة لتوفير هذه الخدمة للمرضي. وبخاصة حالات الحوادث في ظل النقص الشديد في غرف العناية المركزة وعدم وجودها بمستشفيات وزارة الصحة وفي مقدمتها المستشفي العام أكبر هذه المستشفيات والتي أصابتها الشيخوخة وأصبح حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا وكذلك المستشفيات المركزية بالمدن الأمر الذي يتسبب في وفاة العديد من الحالات وكما يقال الداخل مفقود والخارج مولود. فلا يمر يوم والثاني حتي نفاجأ بحادث علي طرق سوهاج الرئيسي الصحراوي الغربي والزراعي السريع والصحراوي الشرقي وحتي الطرق الفرعية ناهيك عن حوادث الثأر والمعارك والمشاجرات لأسباب ما أنزل الله بها من سلطان ويعلق أهالي واقارب المصابين في هذه الحوادث آمالهم في نجاتهم من الموت داخل هذه المستشفيات لكنهم يصدمون بالواقع المرير فإن وجد الطبيب لا يوجد التمريض وإذا وجد الطبيب والممرضة لا يجدون الدماء اللازمة في الحصول علي الدم بعد دفع ثمنه بالإضافة للتبرع بكميات من دمائهم وتكون الطامة الكبري إذا احتاج المصاب لغرفة عناية مركزة يجدون أنفسهم كمن يبحث عن ابرة في كومة قش حيث لا يوجد غرف عناية ما بعد الجراحة بمختلف مستشفيات وزارة الصحة بالمحافظة ولا يزيد عددها بالمستشفيات الأخري كالجامعي والعسكري والتأمين الصحي والتعليمي والخاصة عن20 غرفة وإن وجدت وفي الغالب يكون ذلك صعب المنال والليلة الواحدة بمبلغ ألف جنيه ولا عزاء للفقراء وغير القادرين. ويقول الدكتور علي طه القرياتي مدير عام المستشفي الجامعي أن هناك عجزا في التمريض يصل إلي500 ممرضة بالرغم من وجود750 ممرضة بالمستشفي لكن يعمل منهن بالفعل450 ممرضة حيث يصل عدد الأسرة950 سريرا بخلاف أسرة الوحدات الخاصة مثل الكلي وقسطرة القلب وعناية ما بعد الجراحة وغيرها مشيرا إلي أن المستشفي الجامعي بها أكبر وحدة غسيل كلوي في الصعيد بعدد48 ماكينة تحتاج لوحدها50 ممرضة. وأضاف القرياتي أن المستشفي به15 جهاز تنفس صناعي يعمل منها5 فقط لعدم وجود ممرضات كما إن هناك5 وحدات عناية مركزة مثل العناية المتوسطة للباطنة والأطفال والصدر تكلفت ملايين الجنيهات جاهزة للتشغيل منذ عام لكنها لم تعمل حتي الان لوجود عجز في الممرضات حيث تحتاج50 ممرضة رغم أن محافظة سوهاج في حاجة ماسة لهذه العنايات التي تخدم من سوهاج حتي أسوان ما يضطر المصابين والمرضي الي السفر لمستشفي قصر العيني بأسيوط علي بعد100 كم بحثا عن سرير عناية مركزة لإنقاد حياتهم وقد يجدون سريرا أو لا يجدون.. وأشار إلي أن معهد التمريض بكلية الطب سوف يخرج هذا العام أول دفعة لعدد100 ممرضة وذلك بعد تحويل مدرسة التمريض من نظام3 سنوات الي معهد نظام5 سنوات منذ عامين لم تخرج خلالهما أي ممرضات, والسؤال.. هل يعقل محافظة تعداد سكانها نحو4 ملايين و500 ألف نسمة لا يوجد بها سوي20 سرير عناية مركزة ألم يكف انها ثاني أفقر محافطة علي مستوي الجمهوية أم أن سكانها مازالوا من الدرجة الثالثة حتي بعد الثورة.. اللهم اني أبلغت اللهم فاشهد؟!
