لا مجال في مصر اليوم لأي نوع من العناد أو الجدل أو المزايدة... ولا إمكانية لعودة عقارب الساعة للوراء بعد أن نجح المصريون مرة أخري في إعادة صناعة التاريخ وجذب انبهار العالم واكتساب احترامه! لا خوف من أي تهديد داخليا كان أو خارجيا لأن صوت عشرات الملايين يوم30 يونيو كان بمثابة زلزال لا يقل قوة وأهمية عن زلزال العبور العظيم في أكتوبر عام.1973 لا قيمة لكل الأصوات النشاز بأن ما حدث في مصر انقلاب عسكري مع أن واقع الحال شاهد لا يكذب وقادر علي خذق عيونهم التي اعتدنا التعامل معها وهي تستفز مشاعرنا بازدواجية المعايير وفجاجة الكيل بمكيالين.. لا صوت الآن يعلو فوق صوت الشعب المصري الذي اعتلي بجدارة مقعد رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وأصدر أمره المباشر والصريح بضرورة وحتمية التغيير. لا شرعية تعلو علي شرعية الإرادة الشعبية التي يتحتم أن ينحني لها أي حاكم. الديمقراطية التي يتشدق بها أوباما ليست باعترافه هو مجرد صناديق وانتخابات فقط وإنما هي التعليم بالمجان لكل أبناء الوطن والحق الكامل للمواطنين في العمل والتأمينات الاجتماعية التي تؤمن حياة المسنين والمقعدين. الديمقراطية التي يبحث عنها المصريون يا سيد أوباما هي النظام الاقتصادي العادل الذي يضمن توزيع الأعباء توزيعا عادلا يؤدي لتضييق الهوة بين الدخول المرتفعة والدخول المنخفضة من أجل توفير الحد الأدني من الكرامة البشرية بعد توفير الحق في العمل الشريف والمنتج لكل مواطن علي أرض مصر. وأخيرا وليس آخرا فإن الديمقراطية تعني السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني ورفض التبعية... وما أبعد الفارق بين تبادل المصالح وبين سياسات الابتزاز تحت غطاء المساعدات والمنح والقروض! ومصر التي علمت الدنيا كل مبادئ الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ تصنع اليوم معجزة اسمها ديمقراطية الثورات الشعبية بالطرق السلمية. خير الكلام: كل زلزال لا يهزمك معناه أن قوتك أكبر من قوته! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله