احتلت تداعيات ثورة30 يونيو المصرية المساحات الأكبر في تغطية الصحف العالمية أمس, وأبرزت التغطيات تحولا في نبرة الصحف العالمية لنبرة داعمة للثورة الشعبية بعد أن سار عدد منها خلال الأيام الماضية علي طريق التشكيك في شرعية عزل محمد مرسي عبر تدخل الجيش المصري. ورأت صحيفة ال صنداي تايمز البريطانية أن عملية تحقيق الديمقراطية تأتي في أغلب الأحيان عن طريق الانقلاب الناعم مثلما حدث في مصر, وليس بإجراء انتخابات حرة نزيهة قد يفوز بها رئيس ديكتاتوري. وذكرت الصحيفة أن الربيع العربي تحول إلي شتاء قاحل, موضحة أن30 يونيو, تعتبر تذكيرا لمدي سذاجة الغرب حيال تحديات زرع الديمقراطية في تربة جديدة. وأضافت الصحيفة أن الجيش المصري لبي رغبات ملايين المصريين الذين احتشدوا في الشوارع مطالبين بخلع الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي وإعلانه خارطة طريق تحدد مستقبل مصر. وفي تقرير آخر بثته الصنداي تايمز علي موقعها الالكتروني بعنوان هذه المرة نحمل روح الثورة علي أيدينا, أشارت إلي أن الألعاب النارية أضاءت سماء القاهرة وواشنطن علي حد سواء الأسبوع الماضي, حيث احتفل الأمريكيون بالذكري السنوية لثورتهم عيد الاستقلال كما احتفل المصريون بإعادة ترسيخ ثورتهم ومن جانبها, قارنت صحيفة الإندبندنت البريطانية ما حدث في مصر بعزل الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في السبعينيات من القرن الماضي بسبب فضيحة ووتر جيت. وكتبت الصحيفة أن الديمقراطية تعني مع السلامة بدون إطلاق نار. وأوضحت أن عزل مرسي لا يختلف كثيرا عما حدث لنيكسون, وقالت الصحيفة إن الاختيار في مصر يكمن الآن بين الحكم العسكري أو الحرب الأهلية. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الجمهوري للولايات المتحدة أجبر علي ترك السلطة رغم إعادة انتخابه في انتخابات حرة ونزيهة بسبب فضيحة جنائية ومحاكمته. وفي مصر عام2013, خرج الملايين ضد مرسي وبينما كان انتقال السلطة في الولاياتالمتحدة سهلا فإنه في مصر قد يدفعها نحو حرب أهلية. واعتبرت الصحيفة أن ما يحدث في مصر يقارب ما حدث في تركيا عام1997 عبر ازاحة أول حكومة للتيار الإسلامي ولكن أعربت في الوقت نفسه عن خشيتها من تكرار سيناريو الجزائر.1992 وفي السياق نفسه, تساءلت صحيفة تليجراف البريطانية عما إذا كان ما حدث في مصر انقلابا أم تحولا للديمقراطية؟. وكتبت الصحيفة أن سقوط مرسي بدأ مع إصدار الإعلان الدستوري في نوفمبر2012 والذي منح نفسه من خلاله سلطات مطلقة. وقالت الصحيفة إن مرسي سار علي درب الانفراد بالسلطة عبر فرض جماعته للدستور الجديد بلجنة استبعدت أغلب المعارضة إلي جانب تعيين النائب العام الجديد. من جانب اخر, كتب باحث مصري مقالا بصحيفة الجارديان البريطانية, تحت عنوان ثورة مصر الثانية تضع الديمقراطية في خطر, وقال أن الانقلاب ضد أول رئيس مدني منتخب ترك86 مليون مصري يواجهون كارثة جديدة وتساؤلات حول ما الذي سيحدث في المستقبل, مشيرة إلي أن إسقاط الحكم العسكري كان المطلب الأبرز خلال حكم المجلس العسكري.