وسط حالة من الترقب والحذر, تواصلت أمس ردود الفعل الأمريكية مع استمرار الاحتجاجات التي شهدتها مصر بعد ليلة دامية أودت بحياة03 شخصا في البلاد مساء أول أمس منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي. فقد أدانت الولاياتالمتحدة المواجهات ودعت المسئولين في مصر بما في ذلك الجيش الي وقف العنف. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي أن الولاياتالمتحدة تنتظر من العسكريين ان يضمنوا احترام حقوق كل المصريين بما في ذلك التجمع بشكل سلمي, ودعت كافة المتظاهرين إلي الاحتجاج بهدوء. وأضافت أنه علي الشعب المصري التجمع لحل خلافاته بطريقة سلمية دون اللجوء إلي العنف او استخدام القوة. وتزامنت هذه التطورات مع دعوة السيناتور جون ماكين لوقف المساعدات الأمريكية لمصر بعد سقوط ما لايقل عن30 قتيلا في الاشتباكات التي اندلعت أمس الأول بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المخلوع في مختلف المدن المصرية. ودعا المؤسسة العسكرية المصرية إلي تحديد جدول زمني للانتخابات وإقرار دستور جديد للبلاد. وأعرب عن إدراكه الكامل لتبعات مثل هذا القرار علي الأوضاع الأمنية في سيناء وعلي الجهات المتعاونة مع الجيش المصري. يأتي ذلك في الوقت الذي انتقد فيه بيان لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الرئيس المعزول محمد مرسي ورأي أنه لم يتبن مبادئ الديمقراطية الحقيقية. وأكدت صحيفة واشنطن بوست في تعليق لها إن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب يمكن أن تلعب دورا مهما في تحديد كيف يرشد أو يضغط الكونجرس علي رد فعل إدارة أوباما إزاء الأحداث في مصر. وأشارت الصحيفة إلي أنه لو قررت إدارة أوباما تجنب تسمية ما حدث في مصر بالانقلاب- وهو الأمر الذي تواجه ضغوطا متزايدة لفعله- فإنها ستريد علي الأرجح تجنب القانون الذي سيفرض قطع المعونة عن مصر وهذا يتطلب موافقة من الكونجرس. ولفتت الصحيفة إلي أنه علي الرغم من أن هذا البيان يمثل عضوين فقط, إلا أنه يشير إلي أن الكونجرس ربما يرغب في الموافقة ضمنيا علي الحكومة المدعومة من الانقلاب والعمل مع قادتها بدلا من فرض العقوبات. وقد أشار البيان الصادر عن النائبين إد رويس وإليوت إنجيل, إلي شرط المضي قدما نحو الديمقراطية علي الرغم من أن لا أحد يعرف كيف سيتم قياسها أو مستوي صبرهم. من جانبها, دعت صحيفة تايمز البريطانية الرئيس أوباما الي مطالبة الجيش في مصر بحماية الديمقراطية. واستهلت الصحيفة تعليقها قائلة إن أوباما تفادي وصف عزل مرسي عن طريق الجيش بالانقلاب. وأضافت الصحيفة أنه لو كان أوباما فعل ذلك لتوقفت تلقائيا المعونة العسكرية التي تقدمها واشنطن للقاهرة بموجب القانون الأمريكي مشيرة إلي أن هذه المعونة تعد أفضل مساعدة يقدمها الغرب لإعادة مصر الي طريق الديمقراطية. ورأت الصحيفة أن تلاعب واشنطن بالكلمات في حديثها عما جري في مصر يعد أسلوبا غير أمين لكنها أعربت عن أملها في تكون هناك انهاية جيدة في مصر. وقالت الصحيفة إن الحشود المعارضة للرئيس المعزول مرسي بلغت خلال الأسبوع الماضي ما يصل إلي41 مليون شخص معتدل مما يفوق بكثير أنصار الإسلاميين المصريين. وأفادت تقارير إعلامية أن واشنطن مازالت تفضل التريث بعد ثلاثة ايام علي ازاحة الرئيس مرسي عن السلطة في مصر لتتمكن من ممارسة تأثيرها بشكل افضل. فقد رأت تمارا كوفمان ويتس المسئولة السابقة في وزارة الخارجية وتعمل اليوم في مؤسسة بروكينجز, ان هذا الاعلان اعد لدفع الحكومة الانتقالية الي اعطاء ضمانات ديمقراطية بسرعة. واضافت ان تجنب الحديث عن انقلاب يعطي الحكومتين الاميركية والمصرية مهلة لاجراء مشاورات حول نوايا الجيش وخريطة الطريق والبرنامج الزمني. وفضل المسئولون الاميركيون الديمقراطيون والجمهوريون علي حد سواء في الكونجرس تجنب كلمة انقلاب. ومن جانبه قال روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني ان الادارة الاميركية يمكنها ان تقرر وقف تسليم الشحنات العسكرية لمصر لكنها ستنتظر لتري كيف سيتطور الوضع في البلاد قبل اتخاذ اي قرار. واشار تقرير مستقل للكونجرس الي عقد ينص علي شراء عشرين مقاتلة من طراز اف-16 وقع في2010 مع مجموعة لوكهيد مارتن سلم اربع منها في يناير الماضي. ويتعلق الجدل حول المساعدة العسكرية بما تبقي من هذه الطائرات ويتوجب تسليمه. والغاء ذلك سيكون له عواقب في مجال الوظائف في الولاياتالمتحدة قبل عام واحد من انتخابات تشريعية. وعبر الرئيس الاميركي عن قلقه العميق من اقالة مرسي. وقال ان حكومته ستدرس المضاعفات القانونية التي تتعلق بمساعدتنا للحكومة المصرية. وقد تحدث رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب ايد رويس عن قرار الجيش المصري استعادة سلطة الدولة من الاخوان المسلمين. ويريد بعض البرلمانيين وبينهم الديموقراطي باتريك ليهي اعادة النظر في المساعدة العسكرية. لكن آخرين ومنهم السيناتور الجمهوري بوب كوركر قالوا انه يجب ان نفكر في المصالح الحيوية للامن القومي اولا. أما مايكل روبن الخبير في شئون الشرق الاوسط في المركز الفكري المحافظ اميريكان انتربرايز انستيتيوت فقال إن هذه المصالح تشمل خصوصا امن قناة السويس. وذكر بان قناة السويس مهمة جدا لان كل السفن القادمة من ساحلنا الشرقي تمر عبر قناة السويس لتتوجه الي الخليج الفارسي عبر البحر الابيض المتوسط.