لعل أجمل مافي خروج ملايين الشعب في30 يونيو بصورة سلمية رائعة, كان تجمع قلوب المصريين ووحدتهم حول أهداف مشتركة, من أجل حياة ومصير أفضل, فالوحدة هي صمام الأمان لمصر وأهلها, أما التقسيم والطائفية تدفعنا لا شك إلي الحرب الأهلية. ويكفي أن نعرف أن الحرب الأهلية الأوروبية حرب الثلاثين عاما بين عامي1618 و1648م والتي دمرت وأبادت عدة مناطق بوسط أوروبا خاصة الأراضي الألمانية, كانت لمجرد الخلاف بين الكاثوليك والبروتستانت أصحاب الديانة الواحدة, كما أن الحرب الأهلية الأمريكية بين عامي1861 و1865م, تفجرت فقط بسبب تباين موقف الولايات هناك من العبودية, فبينما كانت ولايات الجنوب تبيح العبودية, أصرت ولايات الشمال أن تمنعها قانونا, وسعت لإلغائها, وهكذا اشتعلت الحرب الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي, حيث أدت لمقتل620 ألف جندي غير الضحايا من المدنيين. فما بالنا ولدينا من يزرعون الطائفية والانقسام ليل نهار بلا رحمة ولا ضمير, وأسفرت جهودهم عن مجزرة قتل فيها أربعة من الشيعة بقرية أبو النمرس بالجيزة, وهذا الإنذار يحذرنا من الوصول لمرحلة القتل علي العقيدة. فمصر عاشت قرونا طويلة من أزهي عصورها تحت شعار الدين لله والوطن للجميع حيث العقيدة علاقة خالصة بين العبد وربه, ولا ننسي قول الرسول الكريم كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه حتي وإن اختلف الآخر معنا في العقيدة لا يجوز قتله, لقوله تعالي في سورة المائدة آية32( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) وهكذا نتبين حرمة قتل النفس سواء مسلمة أو مسيحية أو يهودية أو غيرها, فلنقف بحزم لمن يقسم مجتمعنا عقائديا إلي طوائف, تقود لاحقا لحرب أهلية, فكم من حروب أهلية شهدها العالم اندلعت لأسباب أضعف بكثير مما نعيشه في مصر الآن, ولك يامصر السلامة واسلمي في كل حين. لمزيد من مقالات د. عبدالغفار رشدى