قد تقع عيناك كل يوم فى أشارات المرور وتحت الكبارى وبين أكوام القمامة عليها.. فلا يهتز لك جفن ولا يرتعش قلبك برعشة الالم...هذه هى ملك لا يتعدى عمرها السنوات الخمس.. فى عينيها كل معانى الانكسار والاحتياج والحرمان المزمن من عدم الاحساس بالامن والامان بضعف وبراءة تقف ملك واختها الاصغر منة, على كوبرى 15 مايو كل صباح وبين اصابعهما الصغيرة مناديل ورقية تجريان بهما بين السيارات العالقة فوق الكوبرى..تسألك ملك بعفوية بقايا الطفولة الباقية ..عن جرعة ماء أو لقمة خبز , وقد تدفع حياتها دهسا لالتقاط جنيه واحد. ملك ومنة ومثلهما عشرات الالاف من أطفال الشوارع ..بلا مأوى ولا حماية ولا سند.. لم تجدا الا احضان الشوارع امامها تتكفل بهما, ولم تعرف الا الحاجة والفقر واشمئزاز بعض الناس وخوفهم ..او تعاطفهم البارد فى احسن الاحوال.. الدرسات تقول أن عدد اطفال الشوارع تجاوز المليون , وان الجيل الثالث الموجود الان هو الجيل الاخطر لانه يشعر برفض المجتمع له ويحمل بداخله كل الوان العدوانية والضغينة والتذمر والقهر.. من المسؤل عن ملك؟ وعن مستقبلها واحلامها واغتيال طفولتها؟ وهل نلومها عندما تكبر وتحمل فى يديها الاسلحة النارية فى وجوهنا.. ان اللوم والمسؤلية علينا جميعا..نحن اصحاب السيارات والاموال والمشاريع وشيوخ الفضائيات ورجال السياسة والاعلام.. ملك الان مطلقة السراح امام القضبان وعلينا جميعا ان ننقذها قبل ان يدفعها الاهمال والحرمان والفقر الى خلف القضبان ..