في أول خطاب بعد توليه الحكم أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني : "أننا كلنا مسلمون ولسنا إخوانا مسلمين" ، كما نفي أن تكون قطر حزبا سياسيا بل دولةتسعى للحفاظ على علاقات مع حكومات ودول ولا تحسب على تيار ضد آخر. لم ينتظر أمير قطر مرور عام مثلا علي توليه حتى يعلن سياساته الجديدة ولكنه أعلنها في الخطاب الأول تغيير نمط العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين ،فالعلاقة مع الأخوان أصبحت "بخسارة" والدعم والمعونات التي تم تقديمها لمصر لا أحد يعلم مصيرها فالأحوال الاقتصادية من سيء إلي أسوأ . الشعب المصري فرض كلمته أخيرا وأجبر قطر علي تغيير سياستها مع الأخوان فرفض الشعب (وليس النظام الإخوانى) لكل مساعدات قطر المشبوهة لأنها صدرت لتنظيم مشبوه جعل الشيخ تميم يعجل ويعلن تغيير سياسته مع الإخوان في أول خطاب له . وتسربت أيضا شائعات عن تغيير سياسة قطر وعلاقتها بالشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ذلك التنظيم المشبوه الوثيق الصلة بجماعة الإخوان في مصر .. ويتوقع المراقبون في قطر تقليص دور الشيخ القرضاوى تمهيدا لتجميده تماما وتحويله لشخص غير مرغوب فيه. من المعروف عن الشيخ تميم أنه معارض شرس لأي علاقة مع الإخوان المسلمين الذين طالما وصفهم في جلساته الخاصة بأنهم قوم خارج التاريخ، وأنهم يتسترون بالشعارات الدينية لجمع الأموال ليس أكثر. من الواضح الشيخ تميم لن يعيش في جلباب أبيه ولن يستمر في جميع سياساته خصوصا في علاقة قطر بجماعة الإخوان فخسارة قطر كانت أكبر من مكسبها وهي دولة أصبحت محورية في المنطقة ومن الصعب أن تعادي غالبية دول المنطقة بسبب هذه العلاقة ولذلك أكد في خطابه قائلا : لسنا حزبا سياسيا بل دولة تسعى للحفاظ على علاقات مع دول ولا نحسب على تيار ضد آخر. أنتهي الدرس يا جماعة الإخوان المسلمون في كل بقاع العالم فالرسالة واضحة وصريحة من أمير قطر الجديد لجماعة الإخوان لقد أنتهي شهر العسل بين قطر والجماعة فالأمير الجديد يحمل فكرا مختلفا عن والده حتى ولو قال غير ذلك والدليل علي ذلك تغيير رئيس وزارته القوي حمد بن جاسم ، فعلاقة قطر بجماعة الإخوان سببت شروخا عديدة في العلاقات مع دول عربية كثيرة سواء مع الحكومات أو الشعوب وخصوصا مصر فالشعب المصري ينظر لقطر الآن أنها دولة تبحث عن شراء مصر بالكامل بداية من قناة السويس ونهاية بالآثار المصرية القديمة وقواعد اللعبة السياسية تغيرت فالشعب المصري أعلن أنه لن يسمح ببيع شبر واحد من القناة حتى لو أريقت دماء مزيدا من الشهداء كما أنه خرج ثائرا علي حكم الإخوان فأي تفكير سياسي حكيم يستمر في دعم جماعة حولت بلده من دولة شقيقة لمصر لدولة معادية لشعبه .. إنهم الإخوان . لمزيد من مقالات عادل صبري