يجب الانتباه إلي كل مايشاهده الصغار في التليفزيون, وعلي الأم أن تشارك طفلها في هذه المشاهدة حتي وإن كانت برامج للأطفال, لأنها إذا كانت مستوردة قد تبث قيما لا تتناسب مع قيم مجتمعنا, وإذا كانت مدبلجة فلغتها في كثير من الأحيان ركيكة وتفسد ثقافة الأطفال ولغتهم, أما إذا كانت تتضمن نماذج سلبية فيمكن أن يقلدها الطفل وتؤثر في شخصيته أو يكون في تقليدها خطرا علي حياته.. والأهم أن من بينها مايمكن أن يؤدي إلي التشدد والتعصب. هذا ماينصح به خبراء النفس والإعلام لأن التليفزيون- كما يرون- أصبح هو المربي الثالث بعد الأبوين خاصة في المجتمعات العربية بل تحول إلي جليس للأطفال نظرا لانشغال آبائهم خارج المنزل أو حتي بأعمال المنزل, وكما أن التليفزيون يمكن أن يكون وسيلة لبث القيم الإيجابية أيضا قد يترك أثرا سيئا علي الأطفال بناء علي محتوي ما يشاهدونه من برامج وأفلام. وبالاستفسار من د. ياسين لاشين الأستاذ بكلية الاعلام بجامعة القاهرة عن سلبيات و إيجابيات القنوات المخصصة للأطفال أكد أن الأطفال الرضع من الستة اشهر حتي العامين ينتبهون إلي الألوان وسرعة تحرك الشاشة, ومن سن أربع سنوات يحفظون الأغاني دون إدراك لمعناها وبعد ذلك يبدأون في استيعابها, وهناك قنوات عربية تستخدم ألوان كثيرة وتقنيات عالية وتسرد القصص علي هيئة أغاني وتبث مجموعه من القيم بشكل مباشر أو غير مباشر, وبهذه الأساليب المشوقة تجذب الكبار والصغار, ولكن من بين ما يعرض علي هذه القنوات أو غيرها مايبث قيما خاطئة مثل المسلسل الكرتوني' توم و جيري' والذي ينبهر الصغار بما يفعله' جيري' الفأر الذي ينصب الفخ للقط توم, فينشأ الطفل علي أن الانتصار في الحياة يعتمد علي نصب الأفخاخ لبعضنا البعض, كما أن هناك بعض قنوات الأطفال الدينية التي من المفترض أن تقدم الموعظة الحسنة تبث التشدد الديني وتنفر الأطفال منها. ويضيف د. ياسين أنه أجري دراسة علي الأطفال في مصر وماليزيا واكتشف أن الطفل المصري يتمتع بقدرة أكبرعلي التعبير ولكن الطفل الماليزي يغلب عليه طابع الخجل, وهذا ناتج عن أن الطفل المصري يشاهد التليفزيون أكثر من الماليزي, ولكن هذه القدرة تحولت إلي تطاول بعد ما شاهده الطفل من أحداث عنف في25 يناير وهو ما كون لديه نزعة من الشر, فبعد أن كان يري أن العالم بخير أصبح يري الجانب الآخر والشر الذي أصبح مسيطرا. ومن جانب تأثير التلفزيون علي نفسية الطفل يقول د.الحسيني عبد المنعم استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن مشاهدة التليفزيون تكسب الطفل عددا من القيم ومن المبادئ وأن نسبة اقتناع الطفل بها يختلف من شخصية إلي اخري ويتوقف ذلك علي نسبة ذكائه, فالطفل الذكي يفكر بعض الشيء فيما يشاهده ولكن الطفل متوسط الذكاء يتلقي دون تفكير. وأكد د.الحسيني أن الشخصيات الكرتونية لها تاثير كبير علي الطفل خاصة إذا كانت قريبة منه كشخص قريب من سنه( وليس علي صورة حيوان), ولكن هناك شخصيات خطر علي الطفل مثل' سوبر مان' فمن الممكن أن يقوم الطفل بتقليده ويعرض حياته للخطر, وهنا يتوجب المراقبة وعلي الأم مشاهدة ما يشهاهده طفلها ومنعه من مشاهدة ما يسئ إليه أو يضره وتوجيهه إلي ما ينفعه لأن أفلام الكرتون هي أحد الأسباب المباشرة في تواجد العنف, وهنا يأتي دور الأم التي يجب أن تبحث عما يصلح أن يصبح قدوه لطفلها وأن لا يشاهد التلفزيون اكثر من أربع ساعات في اليوم, ومن جهة أخري لابد من الرقابة علي ما تبثه هذه القنوات من جانب القائمين علي وسائل الإعلام لأن هناك ما يؤثر علي قيمنا و اخلاقنا مشيرا إلي أن الافلام المدبلجة احيانا تتم ترجمتها بلغة عربية ركيكة وهو ما يدق ناقوس الخطر حيث أن اللغة هي الوسيلة الأهم للتعلم.