تعاني المنظومة الصحية في مصر العديد من المشاكل و السلبيات التي تهدد سلامة تلك المؤسسه الهامة وتؤدي الي انهيارها.. عاصفة بحياة المرضي المصريين ونظرا لاهمية هذا الموضوع حاولنا استعراض اهم المشكلات التي تواجه هذا القطاع. في البداية يقول احمد سليمان- طبيب باحدي المستشفيات الحكومية- ان الطبيب المصري يواجه عددا كبيرا من المشاكل والتي تؤثربالسلب علي ادائه المهني وبالتالي تؤثر علي المنظومة الطبية بأكملها. ويؤكد ان من اهم المشاكل التي نعاني منها هي التدني الكبيرللأجور وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها البلاد, فإن نظام الحوافز الذي لجأت له وزارة الصحة كحل مؤقت لمشكلة تدني الاجور, نتج عنه أن أغلب الأجر أصبح غير ثابت ومن الممكن أن يتأخر عدة شهور أو لا يصرف, مما يفقد الطبيب أي درجة من إستقرار الدخل كما ان نظام الحوافز حتي وإن حسن نسبيا أجر الطبيب أثناء عمله, ولكنه لا يؤثر علي معاشه, و بالتالي يجد الطبيب نفسه فوق الستين بمعاش يتراوح بين500 و600 جنيه في فترة من العمر تقل فيها قدرة الطبيب علي العمل الخاص.. ويضيف ان هناك عددا كبيرا من المطالب المهمة التي يجب توفيرها لجعل مهنة الطبيب مهنة محترمة وهي علي سبيل المثال تطبيق قانون الكادر وإعادة هيكلة الأجور والمطالبة بوضع حد أدني وحد أقصي للمرتبات وتحسين رواتب الأطباء و صرف بدل مخاطر مهنة الذي يتضمن بدل العدوي+ بدل التعرض للأشعة لا يقل عن500 جنيه, الزام المديريات الصحية بتقديم سكن و اعاشة كاملة للاطباء واسرهم للعاملين بالمناطق النائية, الاهتمام بالمستشفيات المركزية وانتداب الأطباء للتعليم في المستشفيات التعليمية والجامعية, بدل نوباتجيات وسهر محترم يليق بكرامة الطبيب بحد أدني100 جنيه للشفت12 ساعة تزيد مع الدرجة الوظيفية للطبيب, وعلي الوزارة تحمل كافة المصروفات الجامعية للترشيح الوزاري لتحضير الماجستير لأنها وصلت لأرقام فلكية. وتؤكد دعاء علاء- طبيبة تخدير باحد المستشفيات الحكومية- ان مشكلة الطبيب المصري تبدأ من السنوات الاولي للدراسة في كلية الطب حيث ان الاهتمام بالجانب النظري يفوق الاهتمام بالجانب العملي فضلا علي عدم توافر وسائل متطورة للدراسة التي تساعد علي تخريج طبيب قادر علي التعامل مع اساليب التشخيص الحديثة, وتضيف دعاء ان وزارة الصحة تضع عراقيل عديدة امام الطبيب تمنعه من الاستمرار بحب و جد في مزاولة المهنة فتعين الاطباء حديثي التخرج في اماكن غير مجهزة طبيا فضلا علي عدم توافر امكانية تدريب هؤلاء الاطباء الجدد و اكسابهم الخبرات اللازمة لعملهم علاوة علي ضآلة المرتبات التي لا تتناسب مع متطلبات الوقت الحالي, كل هذه العراقيل تجعل وزارة الصحة عامل طارد للاطباء الجدد الذين يفضلون الاستقالة و العمل بالقطاعات الخاصة أو السفر للخارج. ويشير خالد مجدي طبيب تحاليل طبية باحد المستشفيات الحكومية- أن الطبيب يحتاج الي التدريب العملي بشكل مستمر وذلك لتحسين مستواه المهني. كما يحتاج الي التدريب علي أحدث الاجهزة الطبية وذلك بالاخص في التخصصات التي تعتمد علي استخدام تقنيات حديثة مثل الطب المعملي والاشعة التشخصية, ويشكو خالد من العجز في الامكانيات التي توفرها الوزارة لتلبية هذه الاحتياجات ولذلك علي الطبيب الاعتماد علي نفسه لاكتساب الخبرة وبالتالي يكون عرضة للخطأ فضلا علي ارهاقه ماديا حيث ان الدراسات العليا سواء المصرية او الاجنبية مكلفة والوزارة تشارك بجزء زهيد في هذه التكلفة. ويضيف خالد انه كطبيب للتحاليل الطبية يعاني من مشكلة اخري الا وهي تواجد مؤهلات اخري تمارس نفس التخصص مثل خريجي كليات العلوم والزراعة يطلقون علي انفسهم( اخصائي تحاليل) ويؤكد قيامهم بفتح معامل خاصة بهم بل ويطالبون بأحقيتهم في ممارسة هذا التخصص بشكل قانوني وقصرها عليهم دون الاطباء علما بان الطبيب لايحق له مزاولة هذا التخصص او فتح معمل الا بعد حصوله علي الماجستيرعلي الاقل, وهذا التداخل يؤدي الي تضارب في النتائج من معمل الي آخر ومشاكل في التشخيص وهو ما يعرض حياة المرضي للخطر. وتشكو تهاني مصطفي- طبيبة اطفال باحد المستشفيات الحكومية انها تعاني من انعدام الامن والحماية لها وللعاملين بالمستشفيات الحكومية وان الاطباء والتمريض يتعرضون للاعتداء من قبل البلطجية والخارجين علي القانون واهالي المرضي بزعم انهم لا يلقون الرعاية اللازمة فكيف للطبيب ان يعمل في هذه الظروف وتحت التهديد, وتطالب تهاني بالتأمين الجاد والفعلي للمنشآت الصحية من خلال تفعيل دور الأمن بها وتشريع قانون بتغليظ عقوبة الأعتداء علي المنشآت الصحية والعاملين بها. اما ايهاب احمد- طبيب حر- فيقول ان الاطباء المصريين حين يحاولون العمل خارج مصر بالأخص في الدول العربية لتحسين مستواهم المهني والمادي يصدمون ان عليهم اجتياز امتحانات لتحديد المستوي العلمي وتجيز لهم مزاولة المهنة بعد ان كانت هذه الدول في السابق تفخر و تتشرف بعمل الطبيب المصري لديها, اما الان فالوضع اصبح اكثر تعقيدا بل اصبحت الافضلية للاطباء الهنود والباكستانيين.