بصرف النظر عن أي خلافات مذهبية فإن العالم الاسلامي يجب ان ينتشي مزهوا بالتجربة الديمقراطية في الانتخابات الايرانية الاخيرة ليس فقط لانها دفعت بالتيار المعتدل الي سدة الرئاسة ممثلا في حسن روحاني ولكن ايضا لانها معركة اتسمت بالنزاهة والرقي والشفافية وهو ما يؤكد ان مفاهيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والاحتكام للصندوق ليست حكرا علي الغرب فقط بل إنها مبادئ اصيلة في نظام الدولة وفق منهج الفكر الاسلامي وهو عكس ما ترمي اليه القوي الغربية التي تتهم العالم الاسلامي بالتخلف وتدفع باسرائيل علي الساحة الدولية علي انها قدس اقداس الديمقراطية بالمنطقة.. اقول إن علينا ان نفخر بالنموذج الايراني وتهميش خلافاتنا المذهبية الفرعية معه ولا ننساق لحملات الغرب التي تحركها فوبيا الاسلام لان قوة العالم الاسلامي من قوة كل مكوناته وان محاولات هدم اية دولة وإضعافها هو هدم وإضعاف للامة الاسلامية باسرها. ومن عجائب افعالنا اننا نتطوع لتحطيم النماذج الناجحة من القوي الاسلامية وتدمير جيوشها وإحكام الحصار حولها بدلا من الاستقواء بها والدخول في شراكات معها ونعجز عن قراءة التحديات من واقع سجلات التاريخ التي تعيدنا الي زمن انتشار الاسلام شرقا وغربافي عهد العثمانيين الا ان الدولة العثمانية قد انهارت في الحرب العالمية الاولي والغي كمال اتاتورك الخلافة الاسلامية عام1924 ثم وقعت معظم الدول الاسلامية تحت الاحتلال الاوروبي فترات طويلة وبدأت الحصول علي استقلالها إلا أن شبح الامبراطورية الاسلامية كان جاثما علي صدور القوي الاستعمارية فعمدت علي اجهاض اي محاولات لظهور كيانات اسلامية عملاقة والربط بين الارهاب الدولي والاسلام والتعنت في استخدام العقوبات الدولية ضد الدول الاسلامية لعرقلة تقدمها والعبث في امنها الداخلي وهو ماحدث مع العراق والسودان وايران ومصر ويحدث مع سوريا حاليا ولكن ذلك لم يمنع نشوء كيانات اسلامية عملاقة في ظروف استثنائية كما حدث بالنسبة لماليزيا وتركيا وايران وهي قوي نتطلع لان نشكل معها كيانا صلب التحقيق حلم الامة الاسلامية القوية والتي لو توحدت لن يكون هناك فقير واحد في العالم الاسلامي. لمزيد من مقالات أحمد عصمت