استمر مسلسل البكاء والدموع والاغماء الذي يعيشه طلاب الثانوية هذا العام حلقاته بفضل صعوبة الاسئلة, وكانت إحداها مادة التفاضل والتكامل أمس. حيث واصل طلاب شعبة العلمي رياضة بالمرحلة الثانية نزيف الدرجات بعد أن عجز معظمهم عن الاجابة علي المسائل المعقدة التي لم يخل منها الامتحان مثل السؤال الأول الذي اعتبروه للطالب المتميز والسؤالين الرابع والخامس وسط حالة من الأسي بين أولياء الأمور. وبرغم تمكن بعض الطلاب من تسريب الاسئلة بعد بدء اللجان بنصف ساعة فقط لتنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي, نفي الدكتور رضا مسعد المشرف العام علي امتحانات الثانوية العامة في مؤتمر صحفي عقب الامتحان أمس, صحة الاسئلة التي تداولتها تلك المواقع, مؤكدا أن الامتحان قائم علي الرسومات مما يصعب معه الغش, مشيرا إلي أن الوزارة لديها الشجاعة الكافية للاعتراف بتسريب الامتحان, وردا علي سؤال حول شكاوي صعوبة الامتحان, قال إن الانطباع الأول للطلاب ناجم عن قلقهم من الامتحان وأن الوزارة لا تصدر الأحكام إلا بعد تصحيح العينة العشوائية. وبالنسبة لأزمة لجان الثانوية بمدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة التي اشتعلت عقب امتحان الجولوجيا أمس الأول, قال: إن اللجان كانت نموذجية بعد قيام القوات المسلحة والداخلية بإرسال تعزيزات أمنية لتأمينها, كما أغلق مجلس المدينة جميع المكاتب ومقاهي النت القريبة من اللجان, موضحا أن الوزارة أعدت لجنتين لنقل طلاب الحوامدية إذا تكررت محاولة الاعتداء علي رؤساء اللجان والمراقبين مرة أخري. ومن جانبه قال محمد السروجي المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم إن تقدير الدرجات سوف يبدأ يوم22 من الشهر الحالي, موضحا أن اللجان لم تشهد سوي ضبط4 حالات غش بالمحمول بلجنة مدرسة بنت الشاطيء التجريبية لغات في القاهرة الجديدة, مشيرا إلي أن تلك الحالات تورطت في تسريب الامتحان عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكان121 ألف طالب وطالبة منهم108 آلاف و546 طالبا وطالبة, قد أدوا الامتحان باللغة العربية و12 ألفا و108 طلاب باللغة الانجليزية و684 طالبا بالفرنسية و3 طلاب بالالمانية, وذلك وسط أجواء هادئة باللجان وحراسة قوات الجيش والشرطة. وقامت وزارة التربية والتعليم بتأمين اللجان بمعدل5 أفراد شرطة لكل لجنة, فضلا عن15 معلما, و15 فرد تأمين لكل مركز اسئلة, وتشكيل أمن مركزي مكون من5 أفراد أمن لكل استراحة ومقر تقدير للدرجات, ودورية حراسة مشددة تجوب مناطق لجان الامتحانات, ونقطة إسعاف متحركة لكل5 لجان امتحانات. وواصلت الوزارة بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والاتصالات جهودها لمنع تسريب ورقة اسئلة الامتحان علي مواقع التواصل الاجتماعي حتي انتهاء فعاليات الامتحان. بينما أكد أحمد دياب القائم بأعمال مدير الادارة العامة للامتحانات, أنه لم يحدث تسريب لأي امتحان هذا العام, وأن ما جري هو محاولات للغش. وأشار مدير الأعمال العامة للامتحانات إلي صعوبة تفتيش449 ألفا و900 طالب وطالبة في1426 لجنة, لافتا إلي أن نجاح طالب واحد علي دخول اللجنة بالموبايل, يتسبب في الغش الإلكتروني علي موقع التواصل الاجتماعي. وأكد دياب ضرورة إيجاد آلية للتشويش علي أجهزة الموبايل داخل اللجان, وهو ما يستدعي قرار سياسيا. وفي السويس قرر السعيد شومان وكيل وزارة التعليم, إلغاء الامتحان لطالبين بلجنة مدرسة اللغات الانجليزية التجريبية بحوض الدرس لاستخدامهما المحمول في اللجان, بينما تلقت غرفة العمليات عدة شكاوي من السؤال الأول, والذي يحتاج إلي وقت طويل للإجابة عنه والسؤال الثالث والذي جاء لرسم منحني الدالة والسؤال الرابع في المعادلات الزمنية رقم ب. وفي الشرقية, اشتبك عدد كبير من أولياء الأمور في عدد من المراكز مع مسئولي اللجان والملاحظين, وقام بعضهم برشق المراقبين بالحجارة احتجاجا علي صعوبة الامتحان وتعنت واضعي الأسئلة مما يؤثر علي نفسية أبنائهم وعدم قدرتهم علي اللحاق بقطار التعليم العالي. وفي الإسكندرية أصيب الطلاب بدهشة شديدة, بسبب بعض الفقرات التي وصفوها بالصعبة والمعقدة وغير المفهومة, وتركزت شكاواهم علي السؤال الأول الفقرة ب وهي غير متوقعة ولأول مرة بامتحان التفاضل والتكامل منذ سنوات, وكذلك الفقرة ب بالسؤالين الرابع والخامس ولم يسمح الوقت المتاح بمراجعة الاجابات بعد الحل.