في12 أكتوبر من العام1992 كانت ضربة البداية لأول مباراة رسمية في كأس القارات وكانت بين السعودية والبرازيل, ليتم الإعلان عن ولادة بطولة عالمية جديدة يتنافس فيها أبطال القارات الست. ولا يخفي علي أحد أن الفكرة ولدت عربية سعودية بحتة عندما تم اطلاق بطولة الملك فهد قبل أن تتحول إلي بطولة كأس العالم للقارات بعدما انتقلت ألية التنظيم والإشراف للاتحاد الدولي لكرة القدم وكان ذلك بداية من النسخة الثالثة للبطولة بعد ان نظمتها السعودية صاحبة حق الاختراع في أول ثلاثة نسخ. ولكن كعادة العرب في كل شيء يكونون هم أصحاب الريادة وبراءة الاختراع ثم ما تجدهم في النهاية بعيدين عن اختراعاتهم واكتشافاتهم, ورغم البداية الجيدة للعرب في تلك البطولة من خلال مشاركة منتخبي السعودية ومصر إلا سرعان من بدأت الكرة العربية تتقلص مشاركتها نسخة تلو الأخري, ولا يخفي علي أحد أن من بين كل الدول العربية لم يشارك في تلك البطولة الكبري سوي خمس منتخبات فقط هي مصر والسعودية والامارات والعراق وتونس. وللمرة الثالثة علي التوالي تغيب شمس الكرة العربية عن سماء البطولة بعد نسختي2001 و2003, وسيمثل القارة الإفريقية هذا العام في بطولة البرازيل منتخب نيجيريا بينما عن آسيا اليابان, مع منتخبات البرازيل صاحب الأرض وإسبانيا بطل العالم وأوروبا وإيطاليا وصيف بطل أوروبا والمكسيك بطل الكونكاكاف وأوروجواي بطل أمريكا الجنوبية وتاهيتي بطل الأوقيانوس. ومع ذلك نجح كل من المنتخب الوطني المصري والسعودي في ترك بصمة في تلك البطولة, لا سيما عندما نجحت مصر في قهر المنتخب الإيطالي بطل العام بهدف لنجم الإسماعيلي محمد حمص في نسخة عام2009, بالإضافة إلي الفوز الذي حققه المنتخب السعودي علي نظيره الأمريكي بثلاثية نظيفة في أول نسخ البطولة, وحتي خسارة مصر أمام البرازيل3-4 كانت من لأهم المباريات التي قدمها الفراعنة في تاريخه حيث احرج أهم منتخبات العالم في الكرة وكان قريب من التعادل لولا ضربة جزاء في نهاية المباراة, كما أن أفضل مركز كان للمنتخب السعودي الذي خسر نهائي النسخة الأولي أمام الأرجنتين1-.3 بهذه النتائج البسيطة والبصمات القليلة في بطولة كانت وستظل في الأصل اختراعا عربيا أصيلا, فيجب أن تخجل المنتخبات العربية من نتائجها الأخري ووجودها الضعيف في البطولة, ولا أحد يعلم سبب تفشي ظاهرة التخلي عن الابداعات للغير في بلاد العرب, فكان لابد أن تستمر ريادة الكرة العربية لهذه البطولة المهمة خاصة بعدما شملها الإتحاد الدولي برعايته ومنحها القوة والمصداقية, وكانت فرصة ذهبية للكرة العربية بأن تبرز وسط كبار منتخبات العالم من خلال الفوز بكأسي الأمم الأفريقية والأسيوية ليضمن العرب ممثلين له في كل نسخه, ولعل أبرز البطولات التي أستضافتها المكسيك ووقتها كان افضل تواجد للعرب بمشاركة منتخبي مصر والسعودية ونجحت الأخيرة في تحقيق فوز تاريخي علي الفراعنة وقتها5-1 وكانت سبب في إقالة محمود الجوهري رحمة الله عليه من تدريب المنتخب الوطني الأول. وعلي مستوي اللاعبين العرب فسيظل أسم مرزوق العتيبي لاعب المنتخب السعودي بارزا في سجل الهدافين برصيد ستة أهداف بعد الثنائي البرازيلي رونالدينيو والمكسيكي كواوتيموك بلانكو بعد أن تقاسم الثلاثي صدارة هدافي بطولة1999 بستة أهداف لكل منهم. بالإضافة إلي التونسي علي بومنيجل الذي سجل أسمه كأكبر لاعب سنا شارك عندما كان عمره39 عاما ويومين في نسخة عام2005 بينما كان الأصغر هو النيوزيلندي كريس وود الذي شارك وعمره17 عاما وستة أيام في نسخة.2009