صادق البرلمان الاثيوبي أمس علي اتفاقية الاطار التعاوني لنهر النيل, وهو اتفاق يحل محل الاتفاقيات التي أبرمت في آواخر القرن الماضي, والتي كانت تمنح مصر والسودان أغلب الحقوق في مياه النهر الأطول في العالم. وصوت البرلمان, الذي يضم547 عضوا, أمس, بالاجماع لمصلحة الاتفاقية التي وقعتها بالفعل خمس دول أخري في حوض النيل. يأتي ذلك في الوقت الذي استبعد فيه رئيس الوزراء الاثيوبي هيللي ماريام ديسالين احتمال شن مصر لعمل عسكري ضد بلاده بهدف إحباط مشروع بناء سد النهضة, محذرا من أن لجوء الجانب المصري لاستخدام القوة العسكرية يعد ضربا من الجنون. كما حث القيادة المصرية علي التخلي عن أسلوبها غير المتعاون في التعامل مع الأزمة, بحسب تعبيره, ودعاها إلي العودة إلي الحوار والمباحثات. كما جدد تعهداته- خلال حديثه للتليفزيون الإثيوبي- بأن أحدا لن يتمكن من الحيلولة دون المضي قدما في إنشاء مشروع السد علي منابع نهر النيل. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه السفير دينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية أن بلاده تعتمد أسلوب الصداقة مع دول الجوار وليس فقط مصر, ولهذا فإن مخاوف المصريين من بناء سد النهضة ليس لها أساس, مشددا علي أن السد الجديد سيعود بالنفع علي دول الجوار أيضا. وأوضح المسئول الإثيوبي أن الحكومة السودانية أدركت أهمية هذا السد, والسودان مثلها مثل مصر بالنسبة للمخاوف المصرية. وأوضح أنهم عرضوا علي مصر تبديد مخاوفها بشأن السد من خلال لجنة خبراء دولية تضم كلا من مصر وإثيوبيا والسودان وخبراء دوليين لدراسة آثار هذا السد, وقد خرجوا بتقرير بعد اجتماعهم يفيد بأن سد النهضة سيعود بالفائدة علي دول النيل, وبالتالي فقد أيدوا قرار بناء السد. وشدد مجددا علي إجماع الخبراء علي أن هذا السد لن يؤذي مصر علي الإطلاق, وأن هذه مجرد مخاوف واعتقادات ليس لها أساس. وبسؤاله عن الذي حدث في إثيوبيا في أثناء زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة لأديس أبابا, والتي تم الإعلان بعدها مباشرة عن البدء في إنشاء السد الإثيوبي, أجاب مفتي بأن الجانب الإثيوبي كان دائما يشعر بالحساسية تجاه المخاوف المصرية. وأضاف: نحن نهتم بمخاوف مصر, لأننا نحرص دائما علي الحفاظ علي علاقات الصداقة مع دول الجوار, ولذلك اقترحنا تشكيل لجنة دولية من الخبراء لدراسة آثار هذا السد, إلا أننا تفاجأنا برد الفعل السلبي من بعض الأطراف المصرية, وقد عبرنا للسلطات المصرية عن قلقنا من ردود الأفعال السلبية هذه عبر السفير المصري بأديس أبابا, وأخبرناهم بأن السد سيكون في مصلحة الشعبين المصري والإثيوبي, وأنه لا يشكل أي تهديد لمصر, ولن يؤثر علي كمية تدفق المياه إلي مصر. ومن ناحيته, أكد سفير إثيوبيا بالخرطوم أبادي زمو, أن سد النهضة سيأتي بنتائج إيجابية لكل من السودان ومصر بالإضافة لبلاده, لأن المياه التي يتم تخزينها سيتم استغلالها من قبل الدول الثلاث.