تظل سيقان أشجار الكافور المذبوحة في شارع مراد خير شاهد علي جريمة تم اقترافها بدم بارد, فمن ير ما تبقي من تلك الأشجار التي كان عمرها قد وصل الي200 عام. يدرك علي الفور أن الأمر لم يكن له أي علاقة بالتهذيب أو التقليم الذي ادعته اللجنة العليا للأشجار أو بالأحري لجنة قطع الأشجار بمحافظة الجيزة, ويتضح لأي عين أن ما تم يفتقر لأبسط قواعد التعامل مع ثروة بيئية لا تعوض. سكان المنطقة هالهم ماحدث من ذبح لأشجار وارفة معمرة, فتقدموا لتحرير محاضر بالشرطة ضد مرتكبي تلك المجزرة وليت القائمين علي تلك المهمة كان لديهم الخبرات اللازمة لاتمامها كما ينبغي, بل تسببوا في تدمير محطة أتوبيس بسبب القطع العشوائي غير المدروس. مذبحة مراد ليست الأولي, بل سبقتها مذبحة أخري داخل حديقة الحيوان, ومذابح أخري تتم من حين لآخر, ويتم اكتشافها بالصدفة, وكأن موظفي الأحياء والهيئات المسماة بالتجميل والنظافة يحملون ثأرا قديما لكل ما هو أخضر.