كشف إدوارد سنودين الذي يعمل متعاقدا في وكالة الأمن القومي الأمريكي عن أنه مصدر أكبر عملية تسريب معلومات في تاريخ الولاياتالمتحدة عن برنامج بريزم السري للتجسس علي الأمريكيين، وهي الفضيحة التي اضطرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي الدفاع عن برامج التجسس باعتبارها قانونية وتحت إشراف الكونجرس ووزارة العدل. وأكد سنودين-29 عاما- أنه غير خائف من القيام بهذه الخطوة, وأنه فعل ذلك بدافع من ضميره لحماية الحريات الأساسية للناس في شتي أنحاء العالم. وأشار سنودين القابع في غرفة بفندق في هونج كونج أنه فكر طويلا ومليا قبل نشر تفاصيل برنامج بريزم لأنه شعر أن الولاياتالمتحدة تبني آلة تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجسس علي جميع الأمريكيين. وأضاف أنه قرر تسريب المعلومات بعد أن أصبح يشعر باستياء من أوباما الذي واصل سياسات سلفه جورج دبليو.بوش. وحول أسباب لجؤه إلي هونج كونج, قال سنودين إنها لديها تقليد راسخ من حرية الكلام. وقال سنودين, الذي قال إنه ترك صديقته في هاواي دون إبلاغها إلي أين هو ذاهب, إنه يعرف المجازفة التي يقوم بها, ولكنه يعتقد أن حجم العلانية التي حظي بها ما قام بالكشف عنه خلال الأيام القليلة الماضية يستحق ذلك. وأكد أن خوفه الأساسي من ملاحقة عائلته وأصدقائه وصديقته, وأي شخص له علاقة به. وتحدث سنودين عن استعداده للتخلي عن حياة رغدة في هاواي حيث كان دخله يبلغ نحو200 ألف دولار سنويا. وقال انني مستعد للتضحية بكل هذا لأنني لا استطيع أن أشعر براحة ضمير مع السماح للحكومة الأمريكية بتدمير الحياة الشخصية وحريات الانترنت والحريات الأساسية للناس في كل أنحاء العالم. وبدا سنودين مسترخيا خلال المقابلة, قائلا إنه يأمل في نهاية الأمر أن تمنحه ايسلندا التي تثمن حرية الانترنت حق اللجوء. وقال في تفسيره لما قام به إن وكالة الأمن القومي الأمريكي بنت بنية أساسية تسمح لها بمراقبة كل شيء تقريبا, موضحا أنه بهذه المقدرة فأن أغلبية كبيرة من الاتصالات البشرية يتم استيعابها دون استهداف. وإذا كنت أريد أن أري بريدك الالكتروني أو هاتف زوجتك فكل ما يتعين علي أن أفعله هو استخدام وسائل الالتقاط. بإمكاني الحصول علي بريدك الالكتروني وكلمات السر الخاصة بك وتليفوناتك وتسجيلاتك وبطاقات الائتمان الخاصة بك. ومن جانبها, ذكرت صحيفة الجارديان أن سنودين هو الذي سعي لكشف هويته, وأنه كان يعمل في وكالة الأمن القومي منذ أربع سنوات كمتعاقد لشركات خارجية. وأضافت الصحيفة أنه قبل ثلاثة أسابيع صور سنودين نسخا من الوثائق السرية في مكتب وكالة الأمن القومي الأمريكي في هاواي, وأبلغ رؤساءه أنه بحاجة لإجازةأسبوعين للعلاج من الصرع, وفي20 مايو الماضي, طار إلي هونج كونج. وأوضحت أن قرار سنودين بكشف نفسه قد يعرضه لغضب السلطات الأمريكية, وشبهته ببرادلي مانينج وهو جندي أمريكي يحاكم الآن بتهمة مساعدة العدو بعد تسريب ملفات عسكرية سرية وأخري خاصة بالخارجية الأمريكية لموقع ويكيليكس. وفي غضون ذلك, امتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي أي أيه والبيت الأبيض عن التعليق, في حين لم يعلق متحدث باسم مدير المخابرات الوطنية بشكل مباشر علي سنودين نفسه, ولكنه قال إن اوساط المخابرات تقيم الأضرار التي تسببت فيها عمليات التسريب التي حدثت في الأونة الأخيرة. وطلبت وكالة الامن القومي الامريكي إجراء تحقيق جنائي في المعلومات المسربة. وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها في المراحل الأولي من تحقيق جنائي بعد عمليات التسريب تلك. وفي هذه الأثناء, دعا بيت كينج رئيس لجنة مكافحة الإرهاب والمخابرات في مجلس النواب الأمريكي في بيان إلي تسليم سنودون إلي الولاياتالمتحدة مشددا علي ضرورة ملاحقته بكل السبل القانونية. وصرح سكوت روبنسون نائب رئيس الشئون العامة في القنصلية الأمريكية في هونج كونج إنه ليس لدينا في الوقت الحالي أي شيء ضده. ومن جهتها, قالت شركة بوزالن الأمريكية للاستشارات التكنولوجية التي يعمل بها سنودين إن التقارير المتعلقة بالمعلومات المسربة مروعة, وإذا كانت صحيحة فأن هذا العمل يمثل انتهاكا خطيرا لسياسة الشركة. وقالت إن الشركة وظفت سنودين منذ أقل من ثلاثة أشهر وإنها ستتعاون مع أي تحقيق في هذا الأمر. وامتنع متحدث باسم شركة ديل عن التعليق علي تقارير, قالت إن سنودين كان يعمل في الشركة. وفي تطور آخر, قالت كريستين أرنادوتير سفيرة أيسلندا في الصين إن طلبات اللجوء السياسي لأيسلندا يمكن فقط أن تقدم داخل البلاد.