هل يمكن لمصر أن تتغلب علي أزمة الطاقة التي تواجهها الآن والتي تهدد بإظلام مصر خلال شهور الصيف؟.. في إطار إعلان الدولة عن نيتها استيراد إمدادات وقود إضافية بما يتراوح بين500 و600 مليون دولار شهريا في فترة الصيف لسداد احتياجاتها من الطاقة الكهربائية, تضاف إلي فاتورة دعم المنتجات البترولية التي تبلغ قيمتها120 مليار جنيه سنويا. الإجابة نعم, فيمكن لمصر أن تصبح في قائمة كبار دول العالم باستغلال الثروة المدفونة التي حباها الله لها من الطبيعة. هذه الحقيقة ليست وليدة الصدفة, ولكنا أهملناها بأنفسنا رغم أننا في بدايات القرن الماضي سبقنا العالم في محاولات استغلال هذه الطاقة, ولكن ما الذي حدث ليسحب العالم منا البساط في استغلال أشعة الشمس التي ننعم بها طوال أيام العام. المثير للدهشة أن مصر تعتبر من أفضل دول العالم في عدد ساعات سطوع الشمس التي يمكن أن تستخدم لتحويل الطاقة الشمسية إلي كهرباء في مصر, حيث يبلغ متوسط عدد ساعات سطوع الشموس علي الربوع المصرية حوالي3400 ساعة في العام, متفوقة في ذلك علي دول جنوب أوروبا أفضلها التي تشرق عليها الشمس بمتوسط1900 ساعة سنويا, أما في شمال أوروبا فتصل إلي1200 ساعة سنويا. بارقة الأمل تتجه نحو مشروع وادي السليكون المصري المزمع إنشاؤه علي مساحة خمسين فدانا ضمن مشروع وادي التكنولوجيا الذي يضمه مخطط إقليم قناة السويس, سيكون نواة مشروع وطني مصري يتبناه العالم المصري الدكتور محمود الشريف للاستفادة من الشمس في سد احتياجاتنا من الطاقة من خلال تصنيع الخلايا التي تستقبل الأشعة وتمدنا بها كثروة متجددة تحل مشكلاتنا, وليكون كنزا يثري مصادر الدخل القومي بمئات المليارات لأننا وقتها سنصدر ما يفيض عن احتياجاتنا من الطاقة الشمسية إلي العالم أجمع. اهتمام بالطاقة الشمسية قد يوفر لها مليارات الدولارات مقابل جهد بسيط, إذا أخذنا علي محمل الجد تصريحات الدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي حول المشروع الضخم المزمع إنشاؤه لإنتاج الطاقة الشمسية في منطقة الوادي الجديد والذي ستنفذه جامعة سيناء بالتعاون مع مجموعة من رجال اعمال مصريين وبنوك عالمية بالخارج بتمويل قدره15 مليار دولار, والذي قيل أنه سيسهم في جعل مصر مركزا مصدرا للطاقة الشمسية لمختلف دول العالم التي تعاني من نقص في الطاقة. ويبقي أن نعرف, أن الصحراء الغربية المصرية التي تشغل68.1% من مساحة مصر, تمثل كنزا كبيرا لمصر حان أوان اكتشافه, ذلك ما يؤكده الدكتور نادر نورالدين محمد الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة في دراسة أشار فيها إلي أهمية توجه مصر إلي الاستثمار في الطاقة الشمسية, وما يمكن أن تمثله منطقة الصحراء الغربية من ثروة هائلة لمصر يتوقع أن تدر ما يقرب من90 مليار دولار سنويا من عائدات تصدير الطاقة الفائضة عن حاجة مصر إلي دول العالم. ويقدر المختصون أن المتر المربع الواحد في مصر يتعرض إلي إشعاع شمسي يساوي2600 كيلو وات للساعة في متوسط عام أو ما يقارب من6 كيلو وات لكل ساعة لكل متر مربع ولمدة9 ساعات يوميا. وهذا يعني أن كيلومترا مربعا واحدا يستخدم للطاقة الشمسية يمكن أن ينتج60 مليون كيلو وات من الطاقة في اليوم الواحد وهو ما يكفي لتغطية احتياجات عدد من الأحياء السكنية في مدينة. المهم في هذا الإطار أن تتبني الدولة أيضا الابتكارات التي يقوم شباب المخترعين في مصر, وآخرها الاختراع الذي تمثلنا فيه بنت الصعيد صاحبة ال17 عاما, الطالبة ندا يوسف التي تمثل مصر في الولاياتالمتحدةالأمريكية باختراعها لوأد الظلام في مصر لتنافس شباب المخترعين من مختلف دول العالم في مسابقة تعد من أكبر مسابقات الابتكار والبحث العلمي للمرحلة ما قبل التعليم الجامعي ضمن مسابقةINTELISEAF للعلوم لإثبات فكرتها بشكل عملي, والتي ابتكرت خلايا شمسية تنتج الطبقة الواحدة منها50%, أي حوالي3 أضعاف ما تنتجه الخلايا القديمة.