في الوقت الذي بدأت فيه اثيوبيا خطوات جادة لبناء سد النهضة الذي يتوقع تأثيره السلبي علي حصة مصر من مياه النيل تعاني معظم قري ونجوع مصر من نقص حاد في مياه الري وهو ما جعل الفلاحين والمزارعين المصريين يصرخون متسائلين: إذا كانت هذه هي حالنا وحال اراضينا الآن قبل انشاء السد فماذا بعد بنائه؟! الأهرام زار بعض القري في الوجهين البحري والقبلي لرصد معاناة الفلاحين مع نقص مياه الري وتسلل الجفاف الي بعض الترع والاراضي, في المنيا: لايمكن أن يخرج إعتراف من مسئول بوجود مشكلة في نقص مياه الري في نهايات الترع بالمنيا إلا إذا كانت المشكلة كبيرة ومزمنة وهو ما أكده الدكتور مصطفي عيسي محافظ المنيا في ورقة العمل التي تقدم بها خلال اجتماع الصندوق الاجتماعي مع5 محافظين بالصعيد لبحث معاناة المحافظة في مياه الري حيث لاتصل المياه إلي نهايات51 ترعة علي مستوي المحافظة وهذه المشكلة تحتاج إلي زيادة منسوب المياه في هذه الترع وكذلك إنشاء طلمبات لرفع المياه في فروع الترع المتجهة نحو الغرب, وطبقا للاحصاء الرسمي للاراضي الزراعية التي تروي من مياه الترع بالمنيا يوجد نحو نصف مليون فدان كما يقول الدكتور حسن الغولي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة بالاضافة إلي مناطق الاستصلاح الواقعة بالظهيرين الصحراويين الشرقي والغربي والتي تعتمد في الري علي الآبار الجوفية الخاصة وهذه المساحات لايوجد حصر دقيق لها لأنها في تزايد مستمر رغم المشاكل التي تعوق الاستثمار الزراعي من عدم تقنين هذه الارض لواضعي اليد عليها وقيام الخارجين علي القانون بفرض إتاوات علي المستثمرين, وتتركز مشكلة نقص مياه الري في مركزي مغاغة والعدوة شمال المحافظة, ولكن هذا لايمنع من وجود شكوي نقص مياه الري في نهايات الترع في باقي مراكز المحافظة, ويقول عبدالمنعم طهير من قرية الشريعي مركز سمالوط إن مياه الري لاتصل إلي قري شباب الخريجين رقم4 و5 وهي قري الاستصلاح التي نفذتها الدولة في التسعينيات, أما بالنسبة للأرض السوداء الطينية وهي أرض الوادي كما يطلق عليها فنحن نعاني من نقص مياه ترعة منشية الدهب وفروعها وهي فرع داود يوسف1 و2 وفرع الشريعي. ويصرخ الحاج علي عبدالجواد أحد المزارعين بقرية6 ويقول بيوتنا أتخربت بعنا كل مانملك لشراء الأرض ولكننا نعاني من عدم وجود مياه الري رغم توافر المياه في البحراليوسفي... حاسبوا هؤلاء الموظفين البحارة الذين يتسببون في خراب بيوتنا. وفي الشرقية حالة من الغضب الشديد تجتاح مزارعي المحافظة بسبب الأزمة الشديدة في مياه الري والتي دفعت المزراعين الي الاحتجاجات امام ديوان عام المحافظة, وتلك الأزمة تهدد آلاف الأفدنة الزراعية بالبوار وفساد المحصول. الغريب في الامر ان ندرة مياه الري لم تقتصر هذه المرة علي المناطق الواقعة في نهايات الترع بل تعدتها إلي تلك القريبة من بدايات مختلف الترع بالمحافظة مثل ترعة المسلمية التابعة لمدينةالزقازيق والجانبية التابعة لمركز ههيا وترعة كفر النصيري بمركز ابوكبير التي تسير بالتوازي ببحر مويس ويفصلها بضعة امتار ببحر مويس والغريب ان تجد البحر ملئ بالمياه اما الترعه فتجد الجفاف يتصدرها. وأضاف المزارعون أنه في أول موسمين زراعيين بعد الثورة لم يشعر اي مزارع بالشرقية باي مشكلة في مياه الري طوال الموسم و لم تخلو ترعة واحدة من المياه طوال العام. و أشاروا الي ان الوضع اختلف كثيرا هذا العام, حيث بدات معاناتهم تزيد عما كان الوضع عليه قبل الثورة, ويقول المزارعون ان من اهم اسباب ازمة الري الشديدة في بعض المناطق هي الوساطة والمحسوبية. وفي كفر الشيخ تعاني قرية المقطم التابعة لمركز قلين أشد المعاناه حاليا من عدم وجود مياه الشرب, القرية بأكملها تطوفها شرقا وغربا للحصول علي شربة ماء نظيف دون جدوي, فخزانات المياه بالقرية أصبحت خاوية ولم يجد الأهالي بديلا لمياه الشرب سوي مياه الابار الجوفية, حتي اصبح مسجد القرية هو منبع تلك المياه, ومن يحالفه الحظ يستطيع أن يحصل علي وسيلة نقل حتي وإن كانت غير مناسبة لكثير منهم للوصول الي اقرب مصدر لتعبئة مياه الشرب بالقري المجاورة. ولم تسلم المحاصيل الزراعية بالقرية هي الاخري من الأذي حيث جفت ترعة القرية من مياه الري وأوشكت المحاصيل علي الهلاك بعد ما اصبح وصول مياه الري اليها أمرا يكاد يكون مستحيلا. حيث اشتكي السعيد عبد الرحمن, أحد أبناء القرية, من عدم توافر مياه الشرب بالقرية وخاصة في فترة الصيف منذ زمن طويل حتي الآن رغم شكوي الأهالي الدائمة لجميع المسئولين بالمحافظة, ويؤكد أن مياه الشرب لا تصلهم إلا في فترة الشتاء فقط, وأن أهالي القرية يعانون عدم وصول مياه الشرب خلال فصل الصيف, منذ اكثر من4 سنوات, أما في الاقصر فتعاني الزراعة من انخفاض منسوب المياه في عدد من الترع الفرعية الامر الذي أصبح يمثل خطر علي الزراعة بالاقصر يقول المهندس علي قناوي نائب وكيل وزارة الزراعة بالاقصر أننا نعاني هذه الفترة من نقص في منسوب مياه الري في الترع الفرعية وخاصة ترع قري ومناطق النهايات كالزينية والعشي والصعايدة وترعة سواحل أرمنت والتي تقوم بتغذية المريس والضبعية.