علي مدي السنوات الست الماضية, عاصرت أربعة محافظين ل الغربية كان أبرزهم اللواء مهندس الشافعي الدكروري,الذي أسس أكبر شبكة للصرف الصحي بمدن المحافظة, والصرف الصناعي بمدينة المحلة الكبري.. ثم جاء, بعد ثورة25 يناير. المستشار محمد عبد القادر, قادما من الشرقية محافظا, وقبلها المحكمة الدستورية العليا نائبا لرئيسها.. جاء بسماحة القاضي وعدله, ووطنية التنفيذي المحب المخلص لبلده ووطنه, فكان ولا يزال يجمع شتات ما تفرق, دون نظر إلي انتماء أو هوية, وبصره وبصيرته علي مصر الثورة معترفا بفضل شبابها, ومطالبا أبناء الغربية جميعا بالمشاركة في النهوض بمجتمعهم, خاصة أن المصارحة, والمكاشفة, والمواجهة, هي مفردات لغة الادارة والعمل عنده.. ولأن مشكلات محافظة الغربية, تزداد يوما بعد يوم, بدءا من تلوث مياه الشرب, مرورا بالتعديات الصارخة علي الرقعة الزراعية, وتدهور الأحوال بقلعة صناعة الغزل والنسج بالمحلة الكبري, والفساد العميق بالمحليات حسب وصفه وانتهاء بغيرها من المشكلات..كان هذا الحوار: مياه الشرب إحدي أهم مشكلات الغربية.. لماذا؟ لأن إدارة المرافق العامة للدولة, مثل مرفقي: مياه الشرب والكهرباء, عن طريق الشركات القابضة, يقطع صلتها القانونية بالمحافظة, مما يضعف الرقابة الفنية والمالية والقانونية عليها, ويضاعف في الوقت نفسه من معاناة المواطنين, سواء في إدارة الخدمة أو جودتها.. حيث إن هذه الشركات تهدف للربح, ولكي تحقق الشركة ربحا, فإنها تلجأ لأساليب تحقق هذا الربح, ومن هذه الأساليب عدم الاهتمام بالجودة, مما أدي لتلوث مياه الشرب في الغربية, وهذا ما أكدته تقارير الإدارة العامة لصحة البيئة بوزارة الصحة.. وعلي الرغم من هذا, فإن هذه الشركات تدعي أنها لا تحقق أرباحا, وتطلب الدولة بدعم هذه المرافق!! ولذلك أهاجم هذا الأسلوب في إدارة المرافق, لأنه لا يتلاءم مع مصر. تأتي الغربية في مقدمة المحافظات التي تم التعدي فيها علي الأراضي الزراعية بالبناء.. كيف تتم مواجهة هذه التعديات؟ مازالت التعديات علي الأراضي الزراعية مستمرة... والأمر يحتاج إلي قانون تصدره الدولة فورا, يحفظ للأجيال حقوقها في الأرض الزراعية... بمعني: أن من يتعدي علي الأرض الزراعية تعديا يستحيل إزالته, يتم تغريمه بمبالغ كبيرة, ونلجأ في هذا الأمر إلي التقنين باستخدام الأقمار الصناعية, لوقف هذا النزيف المستمر. والشباب... ماذا عنهم ونسبة بطالتهم تزداد يوما بعد يوم؟ نعم مشكلة البطالة هي الأساس, ونسعي لتوافر فرص عمل للشباب, من خلال البرنامج القومي للتدريب التحويلي والتشغيل, بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية والغرف التجارية ورجال الأعمال... وحيث إن الغربية محافظة زراعية, فهناك خطة لإنشاء مشروع لكل قرية يتم فيها استغلال مراكز الشباب في هذه القري, لتكون حاضنة للإنتاج والرياضة معا, بالتنسيق بين مديريات: الشباب والرياضة, والقوي العاملة, والشئون الاجتماعية, كما قمنا بدعوة الشباب بمختلف أطيافه واتجاهاته لمبادرة التنمية المجتمعية والسلم الاجتماعي, خاصة أنهم أصحاب الفضل الأول في انطلاق ثورة52 يناير. هل مازالت مدينة المحلة الكبري قلعة صناعة الغزل والنسج؟ هذه القلعة تتعرض لمخاطر كثيرة, بسبب السياسات الفاشلة في إدارة مصانع الغزل والنسيج بها, التي لا تراعي أنها صناعة كثيقة العمالة, فلابد من مراجعة هذه السياسات.. فالقطاع العام له جهة تتولاه, وهي الشركة القابضة, ولكن من يتولي أمر مصانع القطاع الخاص التي يعمل بها عشرات الآلاف؟ جهات مختلفة... لماذا لا يكون هناك جهاز لصناعة الغزل والنسج والملابس الجاهزة في مصر, ليخطط ويوجه, بدلا من الجهات المتناثرة, خاصة أن هذه الصناعة كثيقة العمالة والإنتاج والتصدير... علما بأن بعض الدول أنشأ وزارة للغزل والنسيج؟!! كما أطالب بالإسراع في إنشاء منطقة صناعية حرة بمدينة المحلة الكبري, أسوة ببورسعيد, يكون إنتاجها مخصصا للتصدير, مما يوفر للدولة عملة صعبة,. وماذا عن الأمن بأكبر مدينة عمالية؟ مازال الدور الوقائي للأمن غائبا, ويجب أن يعود, ويتم التمكين له بدوريات في الشوارع, ولذلك فإن الأمر يستلزم في مدينة المحلة, زيادة أعداد ضباط وأفراد وجنود الأمن. في النظام السابق, كان الفساد في المحليات للركب.. ورغم الثورة فإنه يزداد.. فمتي يتم القضاء عليه؟ لم يعد الفساد في المحليات للركب, كما كان في النظام السابق, وإنما أصبح فسادا عميقا نتيجة توارثنا أساليب عمل عفنة.. وللأسف المسئولية فيه مشتركة بين المواطن ومؤدي الخدمة, مما يتطلب تغييرا في الثقافات, لأن الثورة الحقيقية ليست في تغيير شخص الحاكم, وإنما في تغيير الأنظمة. لماذا لم يشعر المواطنون بتحسن جودة رغيف الخبز, رغم المنظومة الجديدة لدعمه؟ المنظومة الجديدة جيدة, لأنها قضت علي السوق السوداء في تهريب وبيع الدقيق المدعم, ولكن مازالت هناك عيوب في عمليتي: الجودة والتوزيع... ولذلك نلجأ للمخابز المليونية, غزيرة الإنتاج, حتي يسهل التحكم في هاتين المشكلتين. وماذا عن الدراسة التي تقدمتم بها لمجلس الوزراء لتخصيص150ألف فدان بوادي النطرون, تكون امتدادا طبيعيا للمحافظة؟ تقدمنا بهذه الدراسة لرئاسة الوزراء, وتم إحالتها لوزارة الإسكان, لبحث إمكان تنفيذ ذلك, إلا أن محافظ البحيرة رفض إعطاء الغربية جزءا من وادي النطرون, يكون ظهيرا صحراويا لها, رغم أن البحيرة مترامية الأطراف, وعلما بأننا المحافظة الوحيدة علي مستوي الجمهورية, التي ليس لها نظير صحراوي مما يؤثر علي خطط التنمية والاستثمار بالمحافظة ويؤدي إلي زيادة أعداد البطالة, والتعديات علي الرقعة الزراعية, ولذلك أطالب بضرورة اعادة ترسيم الحدود بين المحافظات, لأنه لا يجوز استئثار كل محافظة بما لديها. وماذا عن المشروعات الاستثمارية خلال العام المالي الجديد؟ يجري حاليا الإعداد لإقامة عدد من المشروعات الخدمية بمنطقة سبرباي علي مساحة21فدانا, حيث سيتم إنشاء وحدات سكنية ومجمع مدارس ومستشفي عام ومركز لعلاج الأورام, بالإضافة إلي إنشاء قسم شرطة ثالث طنطا, ووحدتي: إطفاء وإسعاف, ومكتب بريد, كما يجري بيع بعض قطع الأراضي بمنطقة الإستاد بمدينة طنطا, لاستخدام حصيلتها في شراء مساحات أكبر من هيئة الأوقاف, لاقامة مشروعات صناعية وتجارية عليها, لتوفير فرص عمل للشباب, وكذلك تم الانتهاء من الدراسات الخاصة بفتح محاور مرورية جديدة في مدينتي: طنطا والمحلة, للقضاء علي الزحام الشديد بهما. لماذا الإصرار علي تعيين بعض الإخوان في المحليات؟ ليس هناك إصرار, لأن التعيين أساسه الصلاحية والكفاءة, والتقييم الوظيفي لا يخضع للانتماء السياسي أو الحزبي للموظف.. فإذا أثبت الشخص عمليا أنه جدير بهذا الموقع أو ذاك, فأهلا وسهلا, أما إذا ثبت عكس ذلك, من خلال المتابعة والأداء, فيتم استبعاده فورا. يقال: إنك إخواني الهوي.. فما رأيكم في أخونة المحافظين؟ لست إخواني الهوي, وإنما هواي إسلامي... ومنصب المحافظ يجب أن يكون بعيدا عن أي مؤثرات سياسية أو حزبية. وماذا عن الفلول في الغربية؟ يوجد فرق بين شخص خدم في النظام, وآخر خدم النظام... والمهم في هذه المرحلة وغيرها أن يكون الإنسان وطنيا ومحترما. تؤمنون بأهمية دور شباب25 يناير في بناء الوطن... فماذا تقول لهم؟ أقول: لن تبني مصر إلا بأيدي أبنائها, وكنز مصر الحقيقي هو الشباب.