لعل المهنة تطغو على حياة الواحد منا فهي مهنة تسطر حياة الفرد والمجتمع لقدسيتها الغالية وتعود أهميتها لأنها صوت الناس ومنبر همومهم فيسعي القلم الصادق بكل قوة أن يعبر بالناس من الظلم والجور إلى العدل والنور وتوجت قدسية القلم بالقسم العظيم لله رب العالمين من فوق سبع سماوات ( ن والقلم وما يسطرون ) وهو القسم العظيم لقيم القلم الأمين . وفي أيامنا هذه سار لكل قلم ثمن وسعر وسار القلم سلعة لمن يشتريه ، ومن يدفع أكثر يجد الكثير فسارت أيام القلم ولياليه حزينه وقد تسلل للمهنة من باعوا ضمائرهم فلم يعودوا يفرقون بين الغث والثمين وسارت الفوضي هي السمة السائده في الشارع ومن هنا غدا المجتمع يفارق الخلق الطيب واحدا بعد الأخر لعدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل والأبيض والأسود ، والقلم لاعب بارز في المتاهات التي أضلت الناس وبدلا من إستنفار الهمم والخلق الحميد إستنفرت الرذائل والمكائد والأحقاد والضغائن والكراهية والسرقة والسلب والقتل والإغتصاب وهو ما نجده في كل الأعمال الفنية المنتشرة وتنفق عليها الأموال ببذخ وتتناولها القنوات والمحللين كأنها قيم حميده وهذه الأعمال الفنية تدعو بصراحة للرذيلة فعندما تغرق هذه الأعمال في برك من مشاهد الفتونة والبلطجة والجريمة والعنف ماذا ننتظر من الأجيال الناشئة فلن تسير عكس ما تتلقاه من تعاليم هذه الأعمال الفنية ، وفي نفس الوقت يساير أصحاب الأقلام موجة الغوغائية وهو ما يعود بنا إلى المخطط الدولي لتفتيت الدولة وإضعافها وترهلها فتسير الصحف والجرائد طبقا لرغبة المسئول عنها أو صاحب الجريدة ومالك الإصدار الصحفي ونفس الأمر لبرامج القنوات الفضائية التي تعمل بشكل ممنهج ومبرمج طبقا للأجندات الخاصة بها أيا كان إنتمائها فهي لا تعرف الحياد وإنما تعرف القتال الكلامي والسباب والهجوم لتفرض نفسها بقوة وتنشر شائعاتها أو معتقدها البعيد كل البعد عن الخلق والقيم ومن يناهضها تهاجمه بكل قوتها لإضعافة وإسقاطه لتطفو تلك الصحف والقنوات فوق سطح المجتمع وتكون ظاهرة للجميع والطبيعي أن موقعها أسفل الأرض بعد أن لعبت دورا بارزا في هدم وتحطيم ميزان الحق وأمانة الكلمة فأمانة الكلمة هي العدل الصريح والقول الفصل الكاشف والفاضح لكل ضلال وهزل ، ولأن الشارع المصري سادت فيه الهيمنة الإعلامية المنتقاه من المخططات الإعلامية الصهيونية ، فنجد إعلامنا يهاجم لمجرد الهجوم بينما الطرح الطبيعي لكل قلم وأمين وكلمة أمينة طرح الحلول والخطوط المؤدية للخروج من الأزمات والنكبات فالأزمات تتوالي كل يوم على الدولة فمتى تنظر هذه الأقلام بعيون الحق لداخل وخارج المشكلة والأزمة فتضع لها الحلول ، والواقع أن السباب والتهكم والقذف عندنا سار وسيلة النقد السائدة ولا بديل لها فعندما تتحول دولة لهذا الإعلام وأقلام تسطر بكلمات تدعو للعنف والقذف فهو إعلام غير مؤهل لأن يعرض على الناس فيشاهدونه صباح ومساء ولهذه الأسباب سقطت الغالبية من القنوات بتبادل الشتائم والسباب والقذف بدلا من التنوير والتبصير فتؤدي رسالتها بأمانه وسارت عكس الطريق وفقدت القيادة وذهبت إلي طريق أخر وخير دليل أن القلم يؤدي بصاحبه إما الي الجنة أو النار فمن خشي الله في كل كلمة يكتبها لوجد السعادة مهما قل ماله بينما من خشي الناس في قلمه فلن يري سعادة أبدا مهما زين له شيطان المال أنه يعيش أحسن لحظات حياته ، والدعوة مازالت قائمة لتعود الأقلام للطريق القويم من أجل حب مصر ورفعتها فشعب مصر سيظل محتفظا بالخلق الطيب والكريم وندعو كل الأقلام لطريق مزود بأعمدة إنارة وماء بارد لتخفيف حرارة الصيف المرتفعة التي تؤثر على تصرفات ووعي الكثيرين . لمزيد من مقالات أحمد مسعود