دويلة صغيرة في وسط أوروبا عدد سكانها نحو مليوني نسمة أي نصف عدد سكان شبرا تحاول لعب دور الآن في تمويل وتدريب ناشطين وجمعيات مصرية. ويستكمل سفيرها بالقاهرة المهمة بالتجول بمفرده في بعض العشوائيات وتصويرها ليقع في قبضة الأهالي ويسلمونه للشرطة. أتحدث عن جمهورية سلوفينيا التي كانت جزءا من يوجوسلافيا حتي عام 1991, ثم استقلت واتجهت مثل جمهوريات أوروبا الشرقية بكل قوة نحو الغرب لتصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. ولم تكتف سلوفينيا بعلاقاتها التجارية والسياحية مع مصر, واهتمام مصر بدعم هذه العلاقات لدرجة أننا الدولة العربية والافريقية الوحيدة التي لها سفارة في العاصمة اليوبليانا. وبادلتنا الدويلة الأوربية الاهتمام لكن بشكل آخر, فدخلت مجال تمويل وتدريب نشطاء وجمعيات مصرية تحت شعار تطوير الديمقراطية, عبر منظمة سلوفينية غير حكومية ترتبط بالمعهد الجمهوري الأمريكي الذي انفق أكثر من 20 مليون دولار في أنشطة مماثلة بمصر, رغم رفض السلطات المصرية لذلك. وتولت السفارة السلوفينية بالقاهرة تسهيل سفر بعض النشطاء إلي ليوبليانا, وفي إحدي الدورات هناك قبيل ثورة يناير تركزت المناقشات مع مسئول إحدي المنظمات الأهلية المصرية علي سبل إبعاد المؤسستين العسكرية والدينية عن أي نشاط سياسي في مصر. أما سفيرها بالقاهرة روبرت كوكاكي الذي برر لوزارة الخارجية المصرية وجوده في منطقة عشوائية بالقرب من قسم ثان شبرا الخيمة, بأن سائق سيارته ضل الطريق ودخل إلي شارع مغلق, فإنه لم يستطع أن يفسر ماجاء بأقوال شهود العيان من الأهالي بأنه كان يقوم بتصوير المنطقة وتفقدها. بل إن التبرير الذي قدمه للخارجية يختلف عن التبرير الذي قدمه لمأمور قسم الشرطة, وهو أنه كان يقوم بعمل أبحاث عن المناطق العشوائية لبحث تقديم مساعدات لها. ولا أعلم لماذا نسكت عن مثل هذه الأنشطة ولا نفضح اللاعب الحقيقي الذي يقف خلفها. المزيد من أعمدة فتحي محمود