بجهود ذاتية خالصة وباقل إمكانيات حقق فريق الكاشف المصري المكون من طلبة كلية هندسة الكترونية بجامعة المنوفية انجازات علمية غير مسبوقة بفوزه بالمركز الثاني بعد الولاياتالمتحدةالامريكية, في مسابقة الابحاث العالمية التي اجريت في السويد أخيرا متقدما علي اليابان ودول كبري مشهود لها بالتقدم التكنولوجي,بل انهم تفوقوا علي السويد ذاتها الدولة الراعية للمسابقة بمشروع الطائرة الكاشفة للالغام التي حملت علم مصر عاليا في سماء السويد, وهو ما أكد أن العقل المصري يتميز دوما بالابداع والقدرة علي المنافسة وتقديم الابتكارات والافكار الخلاقة. سألنا محمد جودة خريج هندسة اتصالات جامعة المنوفية صاحب الفكرة وقائد فريق الكاشف قال: مشروع الطائرة كاشفة الالغام المدفونة في باطن الارض هو عبارة جهاز رادار يقوم بإرسال اشارات عالية التردد علي ارتفاع من70-80 سم, خلال فترة زمنية من10-30 دقيقة تخترق الأشعة الارض وترتد مرة اخري لتغذي الجهاز بمعلومات عن أماكن وجود الالغام مزودة بخريطة تفصيلية لتحديد موقعها بشكل بالغ الدقة واضاف:استغرق العمل في هذا المشروع15 شهرا بهدف تحقيق الدقة المتناهية في الكشف عن اللغم, وبأقل تكلفة حيث تصل وسائل الكشف الاخري والقضاء عليه3000 دولار للغم الواحد, وهو ما سيكلف مصر مبالغ طائلة, نظرا لوجود أكثر من33 مليون لغم في اراضيها منذ الحرب العالمية الثانية, بما يمثل خمس الألغام الموجودة في العالم.وعن دورالقرية الذكية قال: توجد حضانات للأفكار في مركز الابداع وريادة الاعمال في القرية الذكية ويتبع وزارة الاتصالات, وقد تلقينا تدريباتنا علي مدار3 شهور كاملة علي ايدي مدربين علي درجة عالية من الكفاءة, بخلاف توفير المكان والادوات وتسخير كافة الامكانيات المتاحة لتعليمنا كيفية تقديم افكارنا وصياغتها بشكل عملي قابل للتطبيق لجذب المستثمرين ورجال الاعمال. فيما يتعلق بالتمويل.. فنحن بحاجة لمستثمر وليس ممولا وقد عرض علينا تبني مشروعنا من قبل احزاب في مصر لكننا رفضنا تماما لعدم تسيس المشروع.كما عرض علينا في السويد أن نبدأ في تطبيق اختراعنا هناك من خلال شركة لصالح الدولة من خلال مستثمر سويدي فرفضنا وقررنا العودة الي مصر.كلنا امل ان ننفذ هذا المشروع من خلال شركة مصرية لازالة ألغام مصر لاسيما تلك المزروعة في الصحراء الغربية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ونحن الآن نقوم باثبات براءة الاختراع المصري داخل اكاديمية البحث العلمي في مصر وهي أحد اهم المكاتب المعترف بها دوليا لتوثيق اختراعنا. وسالنا أحمد حسن سيد محمد خريج هندسة وعلوم الحاسب الآلي احد اعضاء الفريق عن اهم المشكلات قال:مشاكلنا تنحصر في عدة نقاط أهمها انه ليس من حقنا استخدام معامل البحث العلمي لاستكمال مشروعنا وتطويرة بعد التخرج, فهي تقتصر علي طلاب الجامعات فقط, أما نحن فتوصيفنا الحالي خريجو بكالوريوس هندسة وعاطلون عن العمل. نحتاج في مصر الي رؤية واضحة تعقبها خطة ومن ثم توفير الموارد. واعتقد ان المشكلة ليست في العلماء ولكن في الدولة ذاتها فأنا اري أن مصر لم تستطع استغلال علمائها بالدرجة الكافية, في حين أن أمريكا تحرص علي تجنيس علماء من الخارج واستثمارهم لما هو في صالح الولاياتالمتحدة الأمريكة, فالدول تقوي بابحاثها وعلمائها واختراعاتهم. لقد رأيت في الخارج علماء مصريين يتمنون العودة لوطنهم وافادتة ولكن حتي يتم ذلك لابد من اصلاح منظومة التعليم من الأساس, فالنظام السائد حاليا لا يساعد علي خلق مبدعين في مصر علي الاطلاق. ويضيف أحمد إننا لايمكننا القول ان الدولة تقتل مبدعيها لان هذا سيكون اجراما متعمدا, ولكن مصر بلاشك لا تولي اهتماما كافيا لعلمائها, ولا تضع خططا طويلة المدي للتعليم والبحث العلمي تتناسب مع مكانة مصر وثقافتها والمطلوب وضع خطة تبدأ بتوعية الشباب والكبار بأهمية مجال ريادة الاعمال في مصر, واعتباره هو الأسرع والأكفأ من حيث القدرة علي التفكير والتطوير والتعديل, بعد ثبات فعاليته بدرجة تفوق الشركات الكبري بل والحكومات. ثانيا لابد من اعادة روح الثقة في كفاءة الخريج المصري وقدرته علي الابتكار مما يشجع المستثمرين في دعم مشروعات الشباب الصغيرة علي المدي القريب والبعيد.كما نطلب تشكيل لجنة من وزارة التعليم العالي ووزارة الصناعة واكاديميات البحث العلمي في مصر للاهتمام بمشروعات الشباب المصري الريادية, وايضا لابد أن تضغط وزارة الزراعة علي الدولة لنزع الالغام من الصحراء الغربية لتستبدلها بقمح نظرا لجودة التربة في هذه المساحات الشاسعة. وحين سألتهم هل تقدمتم بمشروعكم لجهات مهمة في مصر؟ قالوا إننا ذهبنا وعرضنا مشروعنا في الهيئة العربية للتصنيع والهيئة العامة للتسليح والهيئة العامة للقوات المسلحة كي يتولاه الجيش, وكان الرد أن الجيش يريد منتجا نهائيا للتعامل معه, لذلك اصبح من الضروري البحث عن راع أو مستثمر كي نتمكن من تطبيق هذا المشروع للكشف عن الالغام المصرية في أقرب وقت خاصة اذا كنا نتحدث عن تنمية الصحراء الغربية وزيادة رقعة المساحة الزراعية في مصر. ومن ثم كانت جامعة النيل هي الجامعة الوحيدة التي وقفت معنا وساندتنا فنيا وقدمت لنا دورات متخصصة دون مقابل قبل ذهابنا للمشاركة في المسابقة, كما انها تقوم بتوجيه الطلاب وتدريبهم علي اعلي مستوي كونها الجامعة الوحيدة في مصر التي تدرس علوم ادارة التكنولوجيا, ولكن نحن بحاجة الان لمستثمر حتي نقدم هذا المشروع هدية لمصر.