بعد سيطرتها على الشبكة العنكبوتية "الانترنت"، ومواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، ووسائل الإعلام المختلفة المقروءة، والمسموعة، والمرئية، وإعلانها جمع ملايين من التوقيعات خلال الأيام الماضية، وتوغلها في محافظات مصر المختلفة، وانضمام أحزاب، وقوى سياسية، وثورية إليها، .. هل تنجح حملة "تمرد" التي تهدف إلى جمع توقيعات المواطنين بغرض سحب الثقة من الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة الوصول إلى مبتغاها؟ المؤشرات الأولية تؤكد أن "تمرد" نجحت في عمل حالة من الحراك بين المواطنين في القاهرة والمحافظات المختلفة، وأوجدت نوعا من القلق لدي جماعة الاخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة، بعدما وصل صداها إلى الأوساط الإعلامية، وأروقة الأحزاب السياسية، والقوى الثورية، والحركات الشبابية، المعارضة لسياسات الرئيس مرسي. وفي المقابل، رد تيار الإسلام السياسي، بالإعلان عن حملة مضادة، تحت مسمى "تجرد"، التي تسعى لجمع ملايين الأصوات المؤيدة لاستمرار فترة حكم الرئيس، حيث لم تجد الحملة التي دشنتها الجماعة الإسلامية، والجبهة السلفية، وحركة حازمون، صدى في أوساط تيار الإسلام السياسي، وتمثل ذلك في رفض جماعة الإخوان المسلمين، المشاركة في الحملة، واتهمت الجبهة السلفية،"تمرد" بمحاولة إحداث فوضى قبل الانتخابات البرلمانية. بعض المحللين السياسيين يرون أن الحملة، هي الموجة الثانية من الثورة المصرية، وأنها ستؤدى إلى تحقيق أهداف الثورة، التي لم تتحقق حتى الآن، بينما يؤكد البعض الآخر أن فكرة جمع التوقيعات ليست جديدة على المصريين، لأنه سبق وأن تم جمع توقيعات، لتأييد سعد زغلول وتفويضه للحديث باسم الشعب المصري، وأن السياسة هي التي صنعتها على مدار التاريخ في كل دول العالم، حيث تم تنفيذها أيضا في فرنسا وإيطاليا والسويد، بينما يرى آخرون أن "تمرد" و"تجرد"ليس لهما أساس دستوري أو قانوني، حتى لو جمعا كل واحدة منهما 90 مليون توقيع. ومازالت الأسئلة تدور في ذهني حول مدى قانونية هذه التوقيعات؟ .. وهل ستسفر عن شيء .. أم أنها مجرد وسيلة من وسائل الضغط؟ .. ولماذا يتم تهديد وملاحقة أعضاء "تمرد"؟ .. وهل ستؤثر محاولات التضيق على الأعضاء للتراجع عن هذه الحملة؟ .. وهل شعر الحزب الحاكم ومؤسسة الرئاسة بالخوف من هذه الحملة؟ .. ولماذا لم ينضم الإخوان إلى حملة "تجرد"؟ .. وهل ستكشف أرقام التوقيعات عن مدى شعبية الإخوان المسلمين في الشارع المصري؟ .. وماذا لو لم تنجح حملة تمرد في الوصول إلى الرقم التي أعلنت عنه سابقا؟ .. وهل هذا سيعني تجديدا لشرعية الرئيس؟. على كل حال، سواء نجحت الحملتان"تمرد" و "تجرد" أو فشلتا، فإن كل ما يحدث في هذا الشأن، يبين لنا بما لا يدع مجالا للشك، تدهور الأوضاع السياسية في مصر، التي خلقتها مؤسسة الرئاسة، بعدم تنفيذ وعودها، وعدم تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، وراح ضحيتها شباب انقياء، كانوا يحلمون بمستقبل باهر لوطنهم. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر