تعمد بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي علي ضفاف البحر الأسود دعوته إلي زيارة إيلات التي قال إنها تتمتع بالهدوء والاستقرار, في إشارة لا تخلو من معني, ثمة من يقول إنها ترتبط بما سبق وتناوله الرئيس الروسي مع نظيره المصري محمد مرسي في معرض استفساره عن الأمن في سيناء, وكان بوتين ونتانياهو توقفا بالمزيد من التفاصيل عند الازمة السورية والأوضاع في الشرق الأوسط. استهل الرئيس بوتين لقاءه مع نيتانياهو الذي وصل إلي سوتشي في زيارة عمل قصيرة, بتحديد أولويات هذا اللقاء في أمرين هما بحث المسائل المتعلقة بالأوضاع في الشرق الأوسط والأزمة السورية, وهو ما رد عليه نيتانياهو باقتراح مناقشة سبل إشاعة الاستقرار في المنطقة من اجل إحلال المزيد من الأمن والطمأنينة مؤكدا أهمية ذلك بالنسبة للإسرائيليين, وإن اعترف بأهمية المنطقة علي خريطة اهتمامات روسيا. ورغم تكتم الجانبين تجاه موضوع إمداد سوريا بمنظومات اس-300 الصاروخية فقد كشف دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين عن مناقشتها بتعليق مقتضب قال فيه إن الجانب الروسي قدم براهينه المعروفة تجاه هذه المسألة وسمعها الطرف الإسرائيلي. وأضاف بيسكوف أن بوتين يرتبط بنيتانياهو بعلاقات تتصف بقدر لا بأس به من الثقة المتبادلة وان الحوار الأخير كان مكثفا بما في ذلك حول الموضوعات الأكثر حساسية مثل الأمن وتبادل المعلومات, وهو ما نري انه ينسحب علي مسالة الأمن في سيناء والموقف من حماس والإخوان والعناصر الجهادية هناك. وحول منظومات اس-300 أشارت صحيفة كوميرسانت الروسية إلي ان بوتين كشف خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في سوتشي في نهاية الأسبوع الماضي عن عزم بلاده علي الالتزام بما وقعته من اتفاقات لإمداد سوريا بالأسلحة ومنها توريد هذه المنظومات. وأشار موقع نيوز رو الالكتروني إلي صعوبة انتزاع وعد من بوتين حول عدم إمداد سوريا بهذه المنظومات الصاروخية, إضافة إلي تأكيد صعوبة تكرار ما حققه الجانب الإسرائيلي من نجاح إبان رئاسة الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الذي كان الغي صفقة إمداد إيران بهذه المنظومات الصاروخية بعد الإعلان عن موافقة روسيا علي إرسالها الي طهران. وحول الأزمة السورية أعرب جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية في حديثه إلي وكالة أنباء انترفاكس عن أمل بلاده في سرعة عقد المؤتمر الدولي حول سوريا في القريب العاجل لتطوير ما توصلت إليه مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في يونيو من العام الماضي. وقال جاتيلوف ان بان كي مون في طريقه إلي موسكو لبحث المسائل المتعلقة بالاتفاق علي سبل تنفيذ بنود وثيقة جنيف وإقناع ممثلي الحكومة والمعارضة السورية بقبول الحل السياسي مؤكدا تطابق المواقف بهذا الصدد. ونقلت انترفاكس عن جاتيلوف معارضته لإقامة ممرات إنسانية ومناطق حظر جوي فيما وصف هذه المقترحات بأنها أفكار مدمرة وقال إن مجلس الأمن وحده هو المخول باتخاذ اي قرارات في هذا الشأن, مشيرا إلي ان ما شهدته ليبيا من مناطق حظر جوي أسهم في تشكيل الآلية لتدمير البنية التحتية للبلاد. وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية ناقش مسألة عقد المؤتمر الدولي حول سوريا مع نظيره الأمريكي جون كيري في ستوكهولم علي هامش اجتماع مجلس القطب الشمالي. ونقلت وكالة نوفوستي عن لافروف تأكيده حول ضرورة عدم تضييع الفرصة في الوقت الذي نقلت فيه عن نظيره الأمريكي كيري اعتباره: أن بيان جنيف سبيل هام إلي وقف إراقة الدماء وأمله في إلا يكون المؤتمر المرتقب اجتماعا دبلوماسيا خالي المضمون. ونقلت نوفوستي عن مصادر دبلوماسية قولها أن لافروف وكيري توصلا إلي اتفاق حول تنظيم المؤتمر الخاص بسوريا بالتنسيق مع دمشقوطهران وبكين والدوحة والرياض دون الإشارة الي مصر التي سبق وناقشت موسكو مع رئيسها مسألة المؤتمر الدولي.