أجرت قناتان تليفزيونيتان صربيتان ووكالة أنباء مقابلات مع قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم على هامش زيارته الحالية لصربيا، ضمن جولة قداسة البابا الرعوية بإيبارشية وسط أوروبا. وأعرب قداسة البابا تواضروس في تصريحاته عن سعادته بزيارة صربيا، قائلًا: "سعيد أن ألتقي معكم وأزور بلدكم الجميل، قرأت عنه كثيرًا وسعيد أن أكون هنا. الحقيقة هذه الزيارة من كنيستنا القبطية للكنيسة الصربية، وهي بمثابة جسر بين الكنيستين. وأوضح قداسته: "تشرفت بزيارة البطريرك، شعرت أني أتقابل مع رجل الله المليء بالمحبة، وكانت جلسة كلها مشاعر طيبة، وحضرنا بالأمس القداس الذي أقامه البطريرك في كنيسة القديس ساڤا. وأضاف: "التقينا مع الآباء المطارنة والكهنة والشمامسة، وكانت مقابلة أخوة ومحبة". وأشار إلى أن "علاقات المحبة قديمة، والقديس ساڤا زار مصر، وإن كانت معلوماتنا في مصر قليلة عن الكنيسة الصربية، فهذه الزيارات تقوي التواصل والمعرفة، وعلاقتنا ممتدة وتقوي الجسور بين الوطنين". وقدم قداسته نبذة عن الكنيسة القبطية، قائلًا: "الكنيسة القبطية تأسست على يد القديس مار مرقس، وهي كنيسة حية ونشيطة، ولنا القلب الكبير الذي يتسع لأن نتعاون ونقدم المحبة لكل كنائس العالم". وأضاف: "الكنيسة القبطية تأسست في القرن الأول الميلادي.. نعيش في مصر 15 مليون قبطي بجانب إخوتنا المسلمين 90 مليون، ولدينا أقباط في 100 دولة في العالم، وتعدادهم تقريبًا 3 ملايين أقباط هاجروا منذ 60 سنة فقط، لأن أغلب الأقباط متمسكون بأرضهم والنيل وتاريخهم وحضارتهم". وأعرب قداسته عن شكره لله على نعمة العيش في مصر وسط الإخوة المسلمين بحرية دينية. ودعا الشعب الصربي لزيارة مصر، قائلًا: "مصر اليوم تقوم بمشروعات كثيرة من أجل نهضتها، وسنكون سعداء بزيارتكم لمصر. في مصر توجد كل وسائل الراحة لموقعها المتميز". وأكد قداسة البابا على موقف مصر من القضية الفلسطينية، قائلًا: "مصر تعتبر القضية الفلسطينية من أهم وأولوياتها، وتتبناها على عاتقها، ومصر لديها تاريخ يؤهلها لصنع السلام وحفظ حقوق الجميع". وأعرب عن فخره بأن مصر استقبلت العائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي. وأشار إلى زيارة الرئيس الصربي لمصر في يوليو الماضي، وزيارته للرئيس السيسي، قائلاً: "نسعد أن هناك أرضية مشتركة بيننا، ونعمل على نفس النهج من أجل السلام". وفي حديثه عن الكنيسة القبطية، أوضح قداسته أن المجمع المقدس يضم 134 مطرانًا وأسقفًا، وأن للكنيسة 500 كنيسة خارج مصر، ولدينا بمصر مع الكنائس المنتشرة 50 ديرًا للرهبان و10 أديرة للراهبات، وتتميز كنائسها بالنشاط في خدمة الشباب والعائلات. وأكد أن الأقباط يتمتعون بالمواطنة الكاملة مثل المسلمين، وقال: "بعد الثورة تحسن الوضع كثيرًا، فمثلاً الدولة بقيادة الرئيس السيسي شيدت أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، ولأول مرة في التاريخ يزور الرئيس قداس عيد الميلاد المجيد". وأشار إلى دور الكنيسة القبطية في بناء علاقات محبة مع كل كنائس العالم، قائلًا: "نحن أعضاء في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس مصر، ولدينا حوارات لاهوتية مع مختلف الكنائس". واختتم قداسته بالقول: "أشكر الكنيسة الصربية والبطريرك على محبتهم. وجود الأقباط هنا تواجد جديد يفتح مجالًا للتعاون. يوجد كاهن يأتي لرعايتهم، وهذا يثبت أن الكنيسة الصربية لها قلب كبير يخدم الجميع. نحن نؤمن أن المحبة لا تسقط أبدًا".