أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن ثورة يناير أكسبت السياسة الخارجية المصرية زخما حقيقيا وعززت قدرة مصر علي استعادة مكانتها ودورها الاقليميين اللائقين بها. وأعرب وزير الخارجية عن ثقته التامة في قدرة الشعب المصري علي تجاوز هذه المرحلة الدقيقة وبناء مؤسسات ديمقراطية منتخبة عن طريق الإرادة الشعبية النزيهة, بما يحقق كامل أهداف الثورة المصرية, رغم ما يعترض مصر من عقبات مرحلية في الوقت الراهن, وأشار الي أن قوة مصر تنبع في المقام الأول من مواردها البشرية الذاتية وإرادة أبنائها وعزيمتهم, رغم عدم وصول كل ماتم وعدنا به من مساعدات اقتصادية. كما اعرب الوزير عن تفاؤله الشديد بمستقبل مصر, مشددا علي أن عقارب الساعة لن تعود الي الوراء بعدما حمل أبناء مصر بلادهم الي عهد جديد من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. جاء ذلك خلال محاضرة القاها وزير الخارجية امس أمام طلبة الكلية الحربية, تناول فيها أهم ملامح السياسة الخارجية المصرية عقب ثورة25 يناير وارتباطها بالأوضاع الداخلية في البلد, وعرض عمرو ثوابت السياسة الخارجية المصرية وفي مقدمتها الحفاظ علي الأمن القومي والدفاع عن المصالح المصرية في الخارج بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية, ويأتي في مقدمة تلك المصالح كرامة وحقوق المواطنين بالخارج. واكد عمرو أنه ما لم يجد المصري كرامته في سفارته أو قنصليته في الخارج فلن يجدها في وطنه, مشيرا في هذا الصدد إلي ما بذلته سفارات وقنصليات مصر من جهد خلال المرحلتين الأوليين من الانتخابات البرلمانية لتمكين المصريين في الخارج من المشاركة في التصويت علي قدم المساواة مع أخوانهم في الداخل. وصرح المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عمرو قد أكد خلال المحاضرة اعتزاز وزارة الخارجية بالتعاون مع الكلية الحربية باعتبارها إحدي المؤسسات الوطنية العريقة في مصر. وأضاف المتحدث ان عمرو اشار كذلك الي تحرك وزارة الخارجية نحو تعزيز روابط مصر مع قارتها الافريقية, حيث زار بنفسه أثيوبيا فور توليه منصبه وزير للخارجية, كما سيزور السودان مطلع الشهر المقبل, يلي ذلك قيامه بجولة في دول حوص النيل, ثم يختتم شهر يناير بحضور القمة الأفريقية في أديس أبابا. ويعكس هذا الجهد الأفريقي المكثف ما توليه مصر من أهمية خاصة للبعد الأفريقي في سياستها الخارجية, خاصة علي ضوء ما فرضته الثورة المصرية من مراجعة شاملة وإعادة ترتيب لأولويات المصالح المصرية والسياسة الخارجية للبلاد, مشددا علي أن اهتمام مصر بدول حوض النيل لا يصدر عن اضطرار بل عن اقتناع بأن العلاقات الوثيقة مع هذه الدول هي واقع املاه التاريخ قبل أن تفرضه الجغرافيا. وعربيا تناول وزير الخارجية دور مصر في التوصل الي حل سلمي للأزمة السورية عن طريق المبادرة العربية والحيلولة دون التدخل الاجنبي, وكذلك جهد مصر لمعاونة الأشقاء في ليبيا علي إرساء الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة في المجالات المختلفة وفقا للأولويات التي يحددونها هم أنفسهم.