بعد ساعات من المظاهرات الحاشدة المعارضة لهيمنته علي روسيا والمطالبة برحيله, أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء القوي فلاديمير بوتين أن بوتين ما زال يحظي بدعم الأغلبية في روسيا. وأكد المتحدث أن بوتين كسياسي وكمرشح للرئاسة لا يزال يحظي بدعم الأغلبية, وأنه يجب التعامل مع رأي الأغلبية باحترام, وأضاف أن بوتين خارج المنافسة كمرشح لانتخابات الرئاسة المقررة في مارس2012 لتولي فترة ولاية ثالثة داخل الكرملين. وأوضح أنه تم سماع أصوات المعارضة التي خرجت للشوارع أمس الأول ويجب احترامها لأنها جزء مهم من المجتمع, لكنه شدد في الوقت ذاته علي أنها في النهاية أقلية, علي حد وصفه. وفي غضون ذلك, تعهدت الغرفة العامة الروسية, وهي هيئة استشارية ترفع تقاريرها إلي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بمراقبة تنفيذ قرارات وأداء الحكومة. ونقلت وكالة أنباء إيتار تاس الروسية عن أناتولي كوشيرينا أحد أعضاء الغرفة قوله إنه يتعين علي الحكومة أن تصغي إلي آراء أولئك الذين جاءوا إلي مسيرات من خلال طرح الأفكار والمقترحات المثمرة. وأضاف كوشيرينا أنه من جانب الغرفة سوف تتم مراقبة رد فعل الحكومة إزاء أحداث أمس الأول والقرارات الناجمة عنها بما يلبي مطالب المتظاهرين. وأعرب النائب الروسي عن سعادته إزاء ما سماه بالتنظيم الناجح للمسيرات, مشيدا بقدرة المتظاهرين علي إجرائها في ثوب متحضر وراق. في الوقت نفسه, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن خروج الآلاف من المواطنين الروس في مسيرات حاشدة في موسكو السبت في ثاني أكبر مظاهرة مناهضة للحكومة الروسية في شهر واحد يشير إلي فوز مبكر لنشطاء معارضين يناضلون من أجل طاقة متفجرة إلي قوة سياسية قادرة علي تحدي سلطة رئيس الوزراء الروسي. وأشارت الصحيفة في سياق تقرير أوردته علي موقعها الاليكتروني إلي حدوث مفاجأة للحكومة الروسية برئاسة بوتين بكم المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات حاشدة منذ ما يقرب من أسبوعين رغم وجود أسباب تقلل من إقبال المواطنين علي المشاركة في مظاهرات الأمس منها مثل الشتاء القارس والاعياد, غير أن جميع هذه التوقعات باءت بالفشل. وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء علي إعلان المنظمين وصول عدد المشاركين في مظاهرات السبت إلي ما يقرب من120 ألف مواطن وترديدهم هتافات تقول سوف نأتي مجددا أثناء مغادرتهم في نهاية اليوم. وتوقعت الصحيفة أنه في حالة حفاظ حركة المعارضة الروسية علي كثافتها, فإن ذلك قد ينذر بإمكانية تغيير مسار الانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها في شهر مارس لتلبي طموحات بوتين ببقائه في سدة الحكم في البلاد. ورصدت الصحيفة غضب الناخبين الذين صوتوا لصالح المعارضة الروسية من نتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدتها موسكو الشهر الحالي, لافتة إلي ما قاله الروائي الروسي بوريس أكونين للمتظاهرين إننا سنتعرض لعام صعب, غير أنه سوف يكون ممتعا, لأنه سوف يكون عام إرادة الشعب الروسي. وفي تحد آخر للمتظاهرين, يعقد مجلس النواب المنتخب أولي جلساته اليوم في الوقت الذي تطالب فيه المعارضة بإعادة الانتخابات التي جرت الشهر الماضي والتي شاب نتائجها التلاعب, حيث أكد أليكسي نافلني أحد أبرز وجوه المعارضة أنه تم تزوير مليون صوت في موسكو وحدها.