بداخل كل منا مكان في نفسه يحوي بين طياته الذكريات والمفارقات الجميلة والمفزعة, نتذكرها من حين الي آخر ونشتاق دوما للرجوع إليها, فهي الحنين الي مراحل في حياتنا مضت وانقضت وهي الحسرة والأنين علي حاضر لم تتحقق فيه أحلامنا التي دوما ما حلمنا بها. فبزخم تلك المشاعر والمعاني ينبع الفن, يتخذها كل موهوب ويعبر بها باسلوبه الخاص وبحسب ما يجوب بداخله, ونستشعرها في معرض حنين الذي نحن بصدده حاليا بقاعة بيكاسو بالزمالك للفنان سمير فؤاد والمقرر استمراره حتي10 من مايو المقبل. يرصد لنا في نحو50 لوحة فنية متأرجحة بين السكون والحركة فترات تحمل دلالات لحنينه إلي الماضي والي الوطن الذي تمني له سلفا ان يكون أفضل في حاضره مما هو عليه الآن, والمتمعن لمجمل الأعمال يجد مجموعة من اللوحات تحمل حالة من السكون تضافرت فيها عناصر الرسوخ والثقل والكتلة, بدأها الفنان منذ عام2004 ولم ينته منها إلا مؤخرا, كما يجد المتلقي أيضا مجموعة اكبر من الأعمال تظهر فيها الحركة الترددية بشكل واضح, هكذا وكما اعتدنا من الفنان, فالحركة عنده هي ابرز ما يميز أعماله والتي دائما ما تعطي مفهوم وإحساس حركة الزمن عليها, كلوحات الأرجوحة والراقصات والطبيعة الصامتة, صاغها في قالب تعبيري يجسد إحساسه الدرامي وراصدا إياها بإسقاطات اجتماعية وإنسانية. المعرض لم يحمل فكرة محددة فهو شبه استيعادي يضم خلاصة السنوات العشر الماضية وهي نتاج تجارب ومشوار سمير فؤاد الفني, اللافت للنظر انه لا يوجد عنصر أساسي يلعب دور البطولة في لوحاته التشكيلية, فكل العناصر لديه من مفردات وألوان ومساحات وتكوينات تكمل بعضها البعض صاغها الفنان في حالة بنائية متوازنة, لنجد مثلا اللون يكمل العنصر النفسي والإيحائي للوحة اي ان الموضوع والحالة النفسية التي تجوب بداخله هي التي تتحكم في الترجمة اللونية, فقد نجد أحيانا لوحات ذات طزاجة لونية وطبيعة مشرقة وأحيانا أخري قد نجد الوانا مائلة للقتامة والدسامة, تنوعت الخامات المستخدمة بين الزيتية, المائية, الجواش, الباستيل والاكريلك, في حين جمع الفنان بين أكثر من خامة لونية داخل العمل الفني الواحد.