تحت عنوان “المعرض الثلاثي”، تعرض “دار الندوة” البيروتية لوحاتٍ لثلاثة فنانين من أجيال وهويات مختلفة، وهم: اللبنانيان فؤاد جوهر، وديما رعد، والرسام والناقد العراقي المقيم في بيروت عمران القيسي. يضم المعرض 26 لوحة، والبداية مع الفنان اللبناني فؤاد جوهر الذي يشارك بثماني لوحات من القياس نفسه تقريباً، وباستثناء لوحة واحدة منها بعنوان “باب ذاكرة اللوحة”، تختفي فيها الطبيعة، فإن الأخيرة حاضرة بكثافة في اللوحات السبع الأخرى .
في اللوحة الأولى، نرى بوابة قديمة مدروزة بالصور والملصقات القديمة كأنها مدخل لصالة تشكيلية أو مسرح أو سينما، ولكنها تبدو متآكلة وعتيقة كأن الفنان يرسم شيئاً من مخزون ذاكرته، حيث الحس المديني هنا فيه نوع من الرثاء والحنين لزمن سابق، وحيث الألوان الكالحة والمساحات الكابية تمنح هذا الحنين قيماً تشكيلية وشخصية متعددة بالمقابل، تأخذ الطبيعة راحتها في اللوحات الأخرى.
مع الفنانة الشابة ديما رعد التي تشارك بست لوحات منفذة بقياسات كبيرة، ننتقل من الطبيعة الهادئة إلى التشخيص الصارخ دفعة واحدة، حيث الرسم منفذ بضربات لونية شرسة وغير متقنة ممارسة مثل هذه تصنع انتماءً أو هوية معولمة داخل التيارات المعاصرة هناك رغبة واضحة في تشويه الوجوه، وعدم الاكتراث ب “نظافة” اللوحة وخلفيتها.
أخيراً، نصل إلى لوحات الفنان العراقي عمران القيسي، وهي الأكثر عدداً (12 لوحة)، حيث نجد ممارسات تشكيلية متعددة حتى داخل اللوحدة أحياناً بعد الصخب اللوني والوجودي في أعمال ديما رعد، يعود زائر المعرض إلى السكينة والصمت اللذين كانا ينبعثان من لوحات فؤاد جوهر، وهذه السكينة مختلفة، إذْ هي بادية على سطح اللوحة وألوانها المتجاورة من دون احتكاك حاد .