لاتوجد إحصائيات دقيقة حول عدد أطفال الشوارع برغم تعدد الجهات التي تهتم بهذه الظاهرة, لكن الإحصائيات غير الرسمية توضح أن عددهم يصل إلي3 ملايين طفل يشكلون قنبلة موقوتة في المجتمع المصري. وقد انفجرت هذه القنبلة خلال الأحداث الأخيرة, وتحول أطفال الشوارع إلي وقود لعمليات الشغب والتخريب, وشاهدنا الكثير من الصور والفيديوهات لهم, واعترافات بعضهم باستغلالهم في تلك الأحداث من جانب عناصر تسعي إلي تدمير الثورة وتشويه صورة الثوار. وقد آن الأوان للتعامل الجدي مع هذه الظاهرة الخطيرة, ليس من قبل الحكومة فقط, ولكن بتعاون الجميع من المنظمات المتخصصة مثل المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلي نقابة المهن الاجتماعية والجمعيات المعنية بأطفال الشوارع, وصولا إلي مؤسسات حقوق الإنسان, مرورا بكليات وأقسام الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع وعلم النفس في الجامعات المصرية, وحتي القوي السياسية والشبابية المختلفة. فنحن بحاجة إلي تنفيذ مجموعة عاجلة من الإجراءات للحد من هذه الظاهرة, واحتواء مشكلة هؤلاء الأطفال وإنقاذهم ومساعدتهم علي الخروج من مستنقع العنف والجريمة, وتوفير بدائل آدمية لهم عبر تطوير مؤسسات الإيواء بشكل علمي, وزيادة قدرتها الاستيعابية وتقديم الخدمات الضرورية لهم, ورفع درجة الوعي لديهم. إن أطفال الشوارع هم ضحايا سياسات النظام السابق, فهم نتاج طبيعي لانتشار الفقر والجهل والعشوائيات وانعدام الخدمات الضرورية, ولابد من سياسات جديدة للتعامل معهم تعتمد علي مكافحة الفقر, وتحسين مستويات المعيشة, ووقف التسرب من التعليم الأساسي, إلي جانب تطوير المناطق السكنية العشوائية.